عربية

لبنان.. مشهد مترنح بين «العواصف» الخارجية والداخلية

كريترنيوز/ متابعات/ البيان /وفاء عواد

 

لا يزال الداخل اللبناني يترنح بين العواصف الخارجية المجهولة التداعيات والارتدادات على كل المنطقة، وبين العواصف الداخلية التي تهدد بانحداره نحو منزلقات وإرباكات سياسية وغير سياسية، آخرها عاصفة الخلاف الانتخابي، التي انفجرت تحت قبة البرلمان وطيّرت الجلسة التشريعية أمس، وذلك بعد «عاصفة الصخرة» (صخرة الروشة) التي ما زالت جمراً مشتعلاً تحت رماد التناقضات والانقسامات والعلاقات السياسية الرسمية وغير الرسمية.

وفي خضم أجواء «العواصف»، وغداة حضور لبنان الرسمي من على أعلى منبر دولي، حيث أعلن رئيس الجمهورية جوزيف عون أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن «لبنان حسم خياره بأن يكون أرض حياة وفرح، ومنصة لهما إلى منطقته والعالم، لا أن يكون بؤرة موت ومستنقع حروب، ومنطلقاً لتفشيهما في كل جواره»، بقي الداخل السياسي منشغلاً بقراءة مضامين الخلاصة التي توصل إليها المبعوث الرئاسي الأمريكي توم بارّاك، لجهة قوله: «المشكلة أن لبنان وإسرائيل لا يتحاوران». وفي دعوة واضحة للتقسيم، تتقاطع مع مقولة «الشرق الأوسط الجديد» و«إسرائيل الكبرى»، كرّر بارّاك القول إنه لا يعترف بالشرق الأوسط منطقة سياسية شرعية، وأنها «ليست سوى لمجموعة من القبائل والقرى التي جرى تقسيمها على أيدي القوى الأوروبية». أما الاعتقاد بإمكانية توحيد 27 دولة مختلفة في المنطقة، تضم أكثر من 100 مجموعة عرقية، على موقف سياسي واحد، فهو بحسب قوله «مجرد وهم»، فهل لكلام بارّاك غطاء من الإدارة الأمريكية؟ أم أنه تعبير شخصي من «دارس للتاريخ»، كما وصف نفسه؟

وبين ليلة المبعوث الأمريكي وضحاها بأن «استعدوا لحدث استثنائي في الشرق الأوسط»، ارتسمت مجدداً معالم التجاذب الضمني بين «المعلن والمضمر» في موقف الإدارة الأمريكية الحقيقي من خطة حصرية السلاح كما وضعها الجيش اللبناني ووافقت عليها الحكومة.

إلى ذلك، تكثفت الاتصالات في الساعات الأخيرة لاحتواء «أزمة الروشة»، التي اندلعت في 25 من الجاري، والحد من تداعياتها، بعدما هدّدت بإشعال أزمة سياسية مفتوحة، سياسياً وحكومياً، إلا أن الاتصالات لم تتمكن حتى الآن من نزع الفتيل بالكامل، خصوصاً أن «الصاعق السياسي» لم يفكّك، وفتيله قابل للاشتعال في أي لحظة، والأمور متوقفة عند واقعة أن أطراف الأزمة على مواقفهم، فـ«حزب الله» فعل فعلته وخالف عمداً قرار منع التجمهر الواسع وعرض الصور على الصخرة، ولا يبدو عابئاً بتداعيات كسر القرار. أما رئيس الحكومة نوّاف سلام، فلا يبدي أي ليونة حيال ما يصفه مقرّبون بـ«تعمد الحزب الاستفزاز، وكسر قراره، والإساءة لهيبة وموقع رئاسة الحكومة»، علماً أنه ما إن ينتهي «قطوع الروشة» حتى يصبح الجيش اللبناني أمام استحقاق تقديم تقرير لمجلس الوزراء عما أنجزه طوال الشهر الفائت في إطار عملية حصر السلاح بيد الدولة، فهل من تقدم حقيقي حصل؟

الجلسة التشريعية

وملفوحة بـ«أزمة الصخرة»، انعقدت جلسة تشريعية للمجلس النيابي، أمس، لإقرار مجموعة من مشاريع القوانين، إذ أدلى رئيس الحكومة بكلمة حول هذه الأزمة، بينما قامت جهات نيابية، مصنفة «سيادية» و«تغييرية»، بأمرين: ملاقاة رئيس الحكومة سلام في موقفه والتصويب على «حزب الله»، ما صعّد النقاش في قاعة الهيئة العامة للمجلس وخلق سجالات بين النواب، وإثارة الملف الانتخابي في الجلسة، ربطاً بمطالبة هؤلاء النواب رئيس المجلس نبيه برّي بطرح اقتراح تعديل قانون الانتخابات النافذ، بما يسمح للبنانيين المنتشرين بانتخاب كامل أعضاء مجلس النواب، وليس حصر انتخابهم بـ6 نواب موزعين على القارات الـ6.

وعليه، وبعد جلسة حامية شهدت على سجالات حادة بين عدد من نواب الكتل، احتجاجاً على رفض رئيس المجلس إدراج قانون الانتخاب الساري المفعول على جدول أعمال الهيئة العامة لمناقشته، ما أدى إلى انسحاب كتل نواب «الكتائب» و«القوات» و«التغييريين» و«الاعتدال» وعدد من النواب المستقلين، رفع برّي الجلسة التشريعية إلى اليوم، بعد فقدان النصاب، لاستكمال مناقشة وإقرار جدول الأعمال المتبقي

زر الذهاب إلى الأعلى