العالم متحد خلف خطة ترامب بشأن غزة
الإمارات و7 دول ترحب بالدور القيادي للرئيس الأمريكي وجهوده لإنهاء الحرب

كريترنيوز /متابعات /وكالات
قوبلت خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب في قطاع غزة، بترحيب إقليمي ودولي، من كبرى دوله وتكتلاته، وفيما تدرس «حماس» المقترح، أمهل ترامب الحركة 4 أيام للرد أو مواجهة عواقب.
ورحب بيان مشترك صادر عن وزراء خارجية دولة الإمارات، والسعودية، والأردن، وإندونيسيا، وباكستان، وتركيا وقطر ومصر، بالدور القيادي للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجهوده الصادقة لإنهاء الحرب في غزة، مؤكداً الثقة بقدرته على إيجاد طريق للسلام.
وشدد الوزراء على أهمية الشراكة مع الولايات المتحدة في ترسيخ السلام في المنطقة، مرحبين بإعلان ترامب عن مقترحه الذي يتضمن إنهاء الحرب، وإعادة إعمار غزة، ومنع تهجير الشعب الفلسطيني، ودفع عجلة السلام الشامل، وإعلانه بأنه لن يسمح بضم الضفة الغربية. وأكد الوزراء في البيان المشترك، استعدادهم للتعاون بشكل إيجابي وبناء مع الولايات المتحدة والأطراف المعنية لإتمام الاتفاق وضمان تنفيذه، بما يضمن السلام والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة.
وشدد الوزراء على التزامهم بالعمل مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، من خلال اتفاق شامل يضمن إيصال المساعدات الإنسانية الكافية إلى القطاع دون قيود، وعدم تهجير الفلسطينيين، وإطلاق سراح الرهائن، وإنشاء آلية أمنية تضمن أمن جميع الأطراف، والانسحاب الإسرائيلي الكامل، وإعادة إعمار غزة، وتكريس مسار للسلام العادل على أساس حل الدولتين، يتم بموجبه توحيد غزة بشكل كامل مع الضفة الغربية في دولة فلسطينية وفقاً للقانون الدولي باعتبار ذلك مفتاحاً لتحقيق الاستقرار والأمن الإقليميين.
كما رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم محمد البديوي، بخطة ترامب، مشيراً إلى أن أي جهد دولي يهدف إلى إنهاء الأزمة ووضع حد للكارثة الإنسانية بقطاع غزة، يستحق الإشادة والتفاعل معه والإسهام فيه.
وأكد البديوي في بيان، أن وقف إطلاق النار ورفع القيود بشكل مباشر وسريع، فضلاً عن إيصال المساعدات، ومنع تهجير السكان من القطاع وحمايتهم يشكل أولويات ينبغي أن تكون في صلب أي تحرك دولي مسؤول، مشدداً على أن نجاح أي مبادرة مرهون بجدية التنفيذ، وضمان حماية المدنيين، وتوفير الظروف الملائمة للاستقرار.
وأشار إلى أن مجلس التعاون ينظر بإيجابية إلى الخطوات المقترحة، التي يمكن أن تسهم في التمهيد لمسار حقيقي عادل يضمن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد البديوي، على استعداد مجلس التعاون، للتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم كل جهد يسهم في إنهاء الأزمة في قطاع غزة، وبلورة حل يحفظ جميع حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، من منطلق حل الدولتين، ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف إلى الموافقة على خطة ترامب للسلام في غزة وتطبيقها، وفق ما أفاد ناطق باسمه في بيان. وقال فرحان حق: من الضروري الآن أن تلتزم جميع الأطراف الاتفاق وتطبقه، يجدد غوتيريش دعوته الى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
ورحب كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، بخطة السلام في غزة التي أعلنها ترامب، وقالت مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة إكس، إن خطة ترامب لغزة تمثل فرصة لتحقيق سلام دائم، وإنها تمنح أفضل فرصة فورية لإنهاء الحرب، والاتحاد الأوروبي مستعد للمساعدة في نجاحها. وأضافت كالاس: إسرائيل وافقت على الخطة، وعلى حماس الآن قبولها دون تأخير، بدءاً بالإفراج الفوري عن الرهائن.
من جهته، شدد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أن على جميع الأطراف اغتنام هذه اللحظة لمنح السلام فرصة حقيقية. وأضاف كوستا، أن الوضع في غزة لا يحتمل، يجب أن تنتهي الأعمال القتالية، وأن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً، وأن الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني يستحقان أن يعيشا جنباً إلى جنب، في سلام وأمن. كما أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن موقف مماثل، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي على استعداد للمساهمة.
بدوره، قال ينس ليركه، الناطق باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أوتشا في جنيف، إن الأمم المتحدة تم ذكرها بصورة واضحة في خطة ترامب للسلام بقطاع غزة، ولكنها لم تشارك في وضع الخطة. وأضاف ليركه، أن عمليات نقل المساعدات يتم وقفها ونهبها من قبل أشخاص محتاجين وجماعات مسلحة قبل أن تصل إلى نقاط التوزيع، مؤكداً أن إمدادات المساعدات موجودة في المنطقة، وأن مكتب أوتشا لديه البنى اللازمة من أجل توزيعها، ويمكنه البدء فور إعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للقيام بذلك.
ورحبت السلطة الفلسطينية بخطة ترامب، متعهدة بالاضطلاع بالإصلاحات المطلوبة من جانب الولايات المتحدة. وأكدت الحكومة الفلسطينية، في بيان، رغبتها في إقامة دولة فلسطينية حديثة، ديمقراطية، ومنزوعة السلاح، ملتزمة بالتعددية والتداول السلمي للسلطة.
وتعهدت بالالتزام بتنفيذ برنامج تطوير المناهج الدراسية وفق معايير اليونسكو خلال عامين، وإلغاء القوانين واللوائح التي يتم بموجبها الدفع لعائلات الأسرى والشهداء، وإنشاء نظام رعاية اجتماعية موحد، يخضع للتدقيق الدولي.
وثمن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مبادرة ترامب، قائلاً إن جهوده يمكن أن تضمن إطلاق سراح الرهائن وإنهاء القتال. وقال ماكرون عبر منصة إكس: إن حركة حماس ليس لديها خيار سوى إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً والالتزام بالخطة، بينما يأمل أن تشارك إسرائيل بشكل بناء على هذا الأساس.
دعم
كما رحب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بخطة ترامب، داعياً حركة حماس إلى الموافقة على الخطة وإنهاء المعاناة عبر إلقاء السلاح والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين. وقال ستارمر: المبادرة الأمريكية الجديدة الهادفة إلى إنهاء الحرب في غزة مرحب بها بشدة، وأنا ممتن لقيادة الرئيس ترامب.. نحن ندعم بقوة جهوده لوقف القتال، والإفراج عن الرهائن، وضمان توفير المساعدات الإنسانية العاجلة لشعب غزة. هذا أولوية قصوى بالنسبة لنا ويجب أن يتحقق فوراً.. ندعو جميع الأطراف إلى الالتقاء والعمل مع الإدارة الأمريكية من أجل إقرار هذا الاتفاق وتنفيذه على أرض الواقع.
مساعدة
ورحب المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بخطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، مطالباً حركة حماس بالموافقة عليها. وقال ميرتس، إن هذه الخطة أفضل فرصة، على الأقل حتى الآن، لإنهاء الحرب بعد سنوات من إراقة الدماء.
وأضاف أن دعم إسرائيل للخطة يعد خطوة مهمة إلى الأمام، مؤكداً أنه يتعين على حماس الآن الموافقة عليها وتمهيد الطريق نحو السلام. وكشف ميرتس أنه في حال التوصل إلى اتفاق، فإن ألمانيا مستعدة للمساهمة في تنفيذه على الصعيدين السياسي والإنساني، وإعادة إعمار المنطقة.
التقاط فرصة
وأبدى رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، ترحيبه بالخطة، قائلاً: لقد حان الوقت لوقف العنف، وإطلاق سراح جميع الرهائن على الفور، وإتاحة وصول مساعدات إنسانية للسكان المدنيين. كما وصفت الحكومة الإيطالية، خطة ترامب بالطموحة الهادفة إلى إرساء الاستقرار وتنمية قطاع غزة، ورأت فيها منعطفاً ممكناً. ودعت الحكومة في بيان، كل الأطراف إلى التقاط هذه الفرصة والموافقة على الخطة.
وأشاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، بالخطة الذي يفترض أن يؤدي فيها دوراً رئيسياً، واصفاً إياها بأنها شجاعة وذكية. وقال بلير في بيان: لقد عرض الرئيس ترامب خطة شجاعة وذكية، يمكن إذا تم الاتفاق عليها أن تنهي الحرب، وتدخل الإغاثة الفورية لقطاع غزة، وتمنح فرصة لمستقبل أكثر إشراقاً وأفضل لسكانه، مع ضمان الأمن المطلق والمستمر لإسرائيل والإفراج عن جميع الرهائن.
إنجاز مهمة
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، إنه إذا رفضت حركة حماس خطة ترامب لإحلال السلام في غزة، فإن إسرائيل ستُنجز المهمة وتُعيد جميع الرهائن المتبقين. وأضاف دانون في فعالية أقيمت في الأمم المتحدة: إذا رفضوا الخطة، فإن إسرائيل ستُنجز المهمة، إما بالطريقة السهلة أو الصعبة.. لا يمكن أن ننتظر عودتهم.. هذه ليست خارطة طريق لإعادتهم، بل هي أيضاً خطة لإنهاء حماس.
ترحيب
وأعرب الكرملين، عن أمله في أن تنفذ خطة ترامب للسلام في غزة، وأن تسهم في أن يعم السلام في الشرق الأوسط. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا تدعم وترحب دائماً بأي جهود يبذلها ترامب لإنهاء المأساة التي تتكشف حالياً، مضيفاً: وبالطبع، نريد أن تنفذ هذه الخطة، وأن تسهم في إنهاء الأحداث في الشرق الأوسط سلمياً.
كما أعلنت الصين، دعمها لخطة السلام الأمريكية لإنهاء حرب غزة، داعية الطرفين إلى التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار بصورة فورية، والإفراج عن جميع الرهائن، وفق ما ذكره ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية.
وأضاف الناطق قوه جيا كان، أن بكين تدعم جميع الجهود المبذولة من أجل تخفيف حدة التوترات بين إسرائيل وفلسطين، مؤكداً التزام الصين بمبدأ ضرورة أن يحكم الفلسطينيون فلسطين، وأن حل الدولتين يجب تطبيقه.
دراسة ووعيد
في الأثناء، بدأت حركة حماس، أمس، دراسة خطة ترامب بشأن غزة، إذ تسلمت الخطة المكونة من 20 بنداً. وقال مسؤول مطلع، إن رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات العامة المصرية، محمود رشاد، التقيا مفاوضي حماس وسلموهم الخطة. وقال مفاوضو حماس، إنهم سيدرسون الخطة بحسن نية ويردون عليها. بدوره، قال مسؤول مقرب من حماس، إن الحركة بدأت بدراستها، مشيراً إلى أن المشاورات قد تحتاج إلى عدة أيام.
وشدد ترامب على أن أمام حركة حماس 3 أو 4 أيام للرد على مقترحه بشأن خطة السلام في غزة وإلا سيواجهون عواقب. وأضاف ترامب للصحفيين لدى مغادرته البيت الأبيض، أن القادة الإسرائيليين والعرب قبلوا الخطة وننتظر فقط حماس التي أمامها 3 أو 4 أيام للرد. وتابع: إما أن تقبل حماس الخطة أو لا، وإن لم تفعل فستكون نهاية مؤسفة للغاية. ولدى سؤاله عما إذا كان هناك مجال للتفاوض بشأن خطة السلام، قال ترامب: ليس كثيراً.
موقف
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن الجيش سيبقى في معظم أنحاء غزة. وأضاف: سنستعيد جميع رهائننا، أحياء وبصحة جيدة، بينما سيبقى الجيش الإسرائيلي في معظم أنحاء قطاع غزة. وأوضح نتانياهو، أنه لم يوافق على قيام دولة فلسطينية خلال محادثاته مع ترامب. وصرح في تسجيل مصور عبر حسابه في تلغرام: لا، إطلاقاً.. ولم يرد ذلك في الاتفاق.. وقد أوضحنا وضوحاً تاماً أننا نعارض دولة فلسطينية بشدة.
كما قال زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، إن أي مبادرة تعيد جميع الأسرى إلى ديارهم يجب الترحيب بها، وذلك رداً على مقترح ترامب لإنهاء حرب غزة. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرئيلية، عن عضو الكنيست اليميني قوله على منصة إكس، إن أي مبادرة تعيد جميع الأسرى إلى ديارهم يجب الترحيب بها. كما يجب أن يعود الأطفال إلى حدودهم.
ضمانات مُرضية
من جهتها، قالت قطر إنها راضية عن ضمانات أمنية قدمتها لها الولايات المتحدة، وإن إسرائيل تعهدت بعدم تكرار أي هجوم عليها.
وأفاد الناطق باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، خلال مؤتمر صحافي في الدوحة: أعتقد أن الضمانات الأمنية والالتزامات التي قدمت في المكالمة الهاتفية من طرف الرئيس ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي كانت واضحة جداً، وكانت بضمان من الرئيس الأمريكي، بأن قطر لن تتعرض لهجوم مجدداً. وأضاف الأنصاري: نحن راضون عن الضمانات الأمنية التي تلقيناها، موضحاً أنه كان هناك التزام من جانب إسرائيل بعدم مهاجمة قطر مرة أخرى.