عربية

المرحلة الأولى عانقت النجاح.. ماذا عن الثانية؟

كريترنيوز /متابعات /البيان/محمد الرنتيسي

بينما تقبع المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على مقاعد الانتظار، يترسخ في أذهان أهل غزة، أن الحرب ستتوقف بالفعل ودون رجعة، عند الوصول إلى النقطة 20 دون أي عثرات أو خروق.

إسرائيل ما زالت تمعن في اللعب على حافة الاتفاق، وظهر هذا جلياً من خلال ما وصف بـ«التلاعب» الإسرائيلي في قوائم الأسرى الفلسطينيين، لكن على الرغم من ذلك، انقضت المرحلة الأولى ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فتوقفت الحرب، وتبادل الجانبان الأسرى، وبدأت شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة، ما يسمح للمراقبين بالقول: «انتهت الحرب».

المرحلة الثانية

لكن ما مستقبل المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب؟.. سؤال لا يعلو فوقه سؤال في قطاع غزة، فالكل يريد التأكد بالفعل من وقف «شحذ السكاكين» والتلويح بصدام جديد في حال تعثر تنفيذ بنود الاتفاق في مرحلته الثانية، وخصوصاً أن على رادارها: نزع السلاح، وإدارة غزة، وإبعاد قادة حركة حماس.

في ترتيبات إطفاء الحريق، التي مسرحها «شرم الشيخ» المصرية، والتي تشكل الخطة الأمريكية رمانة الميزان في مباحثاتها، لا سيما في ما يخص تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، يتابع الغزيون ما ستؤول إليه المرحلة الثانية من الاتفاق، بعد الأولى، التي عدّها مراقبون فاتحة إنهاء الحرب.

وفق الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فالقفل والمفتاح في يد ترامب، ومدى ضمانه لضبط الإيقاع الإسرائيلي حيال تنفيذ بنود الاتفاق، موضحاً: إطلاق حركة حماس سراح المحتجزين الإسرائيليين، يؤكد جدية الحركة في الالتزام بتطبيق كل ما يتعلق بها وما هو مطلوب منها حيال الاتفاق، رغم إخلال إسرائيل بالمعايير والتفاهمات التي اتفق عليها في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لكن هذه ليست النهاية، بل بداية واعدة يبنى عليها في تنفيذ المرحلة الثانية.

آليات التنفيذ

بينما علّق المحلل السياسي محمـد دراغمة: إذ نجحت المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية، فهذا سينسحب على المرحلة الثانية، بما في ذلك نزع السلاح وإدارة غزة وغيرها من القضايا المحورية، ولا يوجد خلاف على أي من بنود الاتفاق، وإن ظهرت بعض الخلافات فهي محصورة في آليات التنفيذ فقط.

وإذ برز نجاح المرحلة الأولى بتجليات ظهرت في كل من غزة ورام الله وتل أبيب، يستحضر الغزيون اليوم التالي للمرحلة الأولى من تنفيذ الاتفاق، وسط دعوات بألا تعود الحرب، وألا يغير قطار التهدئة طريقه، في ضوء فقدان القدرة على تحمل أعباء وتبعات العودة للحرب.

ووسط تضارب الأولويات، ما بين الإغاثة والإعمار في قطاع غزة، وتفكيك قدرات حركة حماس العسكرية بالنسبة لإسرائيل، يترقب الجميع ارتدادات تنفيذ المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية لوقف الحرب، وسط مناخات إرساء السلام وإنهاء الحروب، التي ازدادت توهجاً وحضوراً في المزاج العربي والدولي، وخصوصاً في ظل ما سوف يتمخض عن قمة شرم الشيخ، لتصفير العقبات أمام إتمام البنود الـ20 لاتفاق غزة.

ولم يعد ثمة ساتر يخفي رغبة الأطراف الراعية مجتمعة في وقف الحرب بشكل كامل، ولا تفاؤلها بأن يبقى اتفاق وقف إطلاق النار صامداً ويتمدد، وخصوصاً أن أول ما سجّل له، وقف نزف الدم وصد المجاعة في قطاع غزة.

والسؤال الآن: هل ستستمر المعطيات الإيجابية التي رافقت تنفيذ المرحلة الأولى، ويصار إلى تفعيلها في مفاوضات الثانية، التي يجمع مراقبون على أنها أصعب من الأولى في جوانب، وأسهل في أخرى؟.. الكل يترقب وينتظر.

زر الذهاب إلى الأعلى