عربية

بعد انتهاك إسرائيل وقف إطلاق النار.. واشنطن تراقب غزة بالمسيرات

كريترنيوز /القاهرة الإخبارية – محمود غراب

بدأت الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة مراقبة النشاط البري في غزة، باستخدام طائرات بدون طيار (مُسيَّرة)، لضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، أمس الجمعة، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

وقال مسؤولان عسكريان إسرائيليان ومسؤول دفاعي أمريكي للصحيفة، إن إسرائيل وافقت على المراقبة، مشيرين إلى أن المراقبة الجوية هي جزء من الأنشطة التي يتم تنفيذها في “المركز المدني-العسكري للتنسيق” الذي تم تأسيسه حديثًا، والواقع في جنوب إسرائيل.

ولفتت الصحيفة إلى أن المراقبة الأخيرة ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الأمريكي طائرات بدون طيار في غزة، إذ سبق استخدامها للمساعدة في تحديد مواقع المحتجزين، وتقديم البيانات التي جمعتها إلى إسرائيل.

قال دانييل شابيرو، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل خلال إدارة أوباما، إن المراقبة في غزة هي “نسخة شديدة التطفل من المراقبة الأمريكية على جبهة ترى فيها إسرائيل تهديدًا نشطًا”.

وأضاف السفير السابق، لـ”نيويورك تايمز”: “لو كانت هناك شفافية كاملة وثقة تامة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لما كانت هناك حاجة لهذا الأمر.. ولكن من الواضح أن الولايات المتحدة تريد إزالة أي احتمال لسوء فهم”.

وقال دبلوماسي أمريكي سابق والعديد من المسؤولين الإسرائيليين إنهم تفاجأوا بمراقبة نشاط الجيش الإسرائيلي، وأخبر العديد من مسؤولي إدارة ترامب الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لصحيفة “ذا تايمز”، هذا الأسبوع، أن البيت الأبيض يخشى أن ينتهك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتفاق وقف إطلاق النار الموقَّع الأسبوع الماضي.

وفي وقت سابق من أمس الجمعة، وخلال زيارته لـ”المركز المدني-العسكري للتنسيق” الذي تم تأسيسه حديثا، ردَّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تحتاج إلى إذن أمريكي لتنفيذ ضربات في غزة، قائلًا إن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بأمن إسرائيل وبنجاح خطة الرئيس دونالد ترامب.

وأضاف روبيو: “لا أعتقد أن هذا له علاقة بالإذن أو أي شيء من هذا القبيل.. هذا يتعلق أساسًا بأننا جميعًا ملتزمون بإنجاح هذه الخطة.. لا توجد خطة بديلة”.

ووصل “روبيو” إلى إسرائيل بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام أجراها نائب الرئيس الأمريكي جيه. دي فانس، ويعد الاثنان أحدث وأعلى المسؤولين في إدارة ترامب الذين سافروا إلى إسرائيل فيما أُطلق عليه “جليسة بيبي” أي الرقابة الوثيقة على القيادة الإسرائيلية لمنع تجدد اندلاع الحرب في غزة.

تأتي زيارة روبيو بعد أن ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، أمس الأول الخميس، أن الولايات المتحدة تتوقع من إسرائيل إبلاغها مسبقًا بأي ضربة عسكرية غير عادية في قطاع غزة، بما في ذلك الضربات الجوية.

وفقًا لمصادر أمنية إسرائيلية، لم يقدم الأمريكيون هذا بعد كشرط للموافقة المسبقة على كل عمل هجومي للجيش الإسرائيلي، ومع ذلك أوضحوا عمليًا أنهم لن يتسامحوا مع المزيد من المفاجآت الإسرائيلية التي قد تعرِّض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر.

ووفقًا لمجلة “بوليتيكو” الأمريكية، أعرب البيت الأبيض عن إحباطه إزاء الضربات الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد سريان وقف إطلاق في القطاع، والتي أسفرت عن استشهاد أكثر من أربعين مدنيًا فلسطينيًا.

ووفقًا للتقرير، كانت إسرائيل أكدت للولايات المتحدة أن ردَّها على الهجوم المزعوم في رفح -الذي أسفر عن مقتل جنديين- سيكون “مدروسًا ومحدودًا”.

ومع ذلك، قال مسؤولون أمريكيون كبار بعد ذلك، إن إسرائيل “فقدت السيطرة”. ووفقًا لمصدرين، سلَّم “دي فانس” ما وصفاه بأنه “رسالة شديدة اللهجة” من ترامب إلى نتنياهو في أعقاب الضربة، وتصويت الكنيست لصالح ضم الضفة الغربية.

زر الذهاب إلى الأعلى