عربية

إسرائيل ولبنان.. هل يتجهان إلى تجدّد حرب؟

قتيلان في غارتين منفصلتين على الجنوب

كريترنيوز/ متابعات /وكالات/دبي – البيان، عواصم

 

تتصاعد المخاوف من انزلاق إسرائيل ولبنان إلى جولة جديدة من الحرب التي لم تقف أساساً، حيث تشن إسرائيل غارات يومياً، ومع تزايد وتيرة الضربات الإسرائيلية ومقتل لبنانيين. وبالتالي، ليس السؤال عن إمكانية أن تقود هذه التطورات إلى مواجهة مفتوحة، بل عن التوقيت.

مر أحد عشر شهراً على اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»، برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، لكن الاستهدافات الإسرائيلية لم تتوقف، بل شهدت في الأسابيع الأخيرة تصاعداً غير مسبوق في وتيرتها.

ووفقاً لموقع «يورو نيوز»، فإن أرقام قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) تشير إلى أن إسرائيل أطلقت منذ اتفاق وقف إطلاق النار نحو 950 قذيفة باتجاه الأراضي اللبنانية، إضافة إلى أكثر من 100 غارة جوية، بين نوفمبر 2024 ومنتصف أكتوبر 2025.

غارات

الجيش الإسرائيلي قال أمس إنه هاجم أحد عناصر قوة الرضوان التابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، السبت. وبحسب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن المستهدف «كان يعمل مؤخراً على إعادة تأهيل القدرات القتالية، وساهم في محاولات لترميم البنية التحتية» للحزب.

وقصفت مسيّرة إسرائيلية، فجر أمس، حفارة في جنوب لبنان، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران المسير في أجواء مدينة صور وقرى وبلدات المحيط.

ويترافق التصعيد الميداني في لبنان مع تصعيد سياسي لا يقل حدّة. ورفع المبعوث الأمريكي توم برّاك منسوب لهجته مؤخراً، محذراً من أن «تردد بيروت في حصر السلاح بيد الدولة قد يدفع إسرائيل إلى التحرك منفردة لتنفيذ هذه المهمة».

وتنشط التقارير الاستخباراتية الإعلامية الغربية في رصد نشاط «حزب الله» على الأرض. فقد نقلت صحيفة «جيروزاليم بوست» عن مسؤولين في استخبارات غربية قولهم إن الحزب كثّف أخيراً عمليات إعادة الإعمار وأعاد تسليح نفسه بوتيرة أسرع من قدرة الجيش اللبناني على ضبط السلاح، عبر تعزيز ترسانته الصاروخية وتجنيد عناصر جديدة.

وفي المقابل، بدأ الجيش الإسرائيلي مؤخراً أكبر مناوراته العسكرية منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، بمشاركة الفرقة 91 على طول الحدود مع لبنان، لاختبار قدراته الهجومية والدفاعية تحسبًا لأي مواجهة محتملة مع الحزب. ووفق صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، تهدف هذه التدريبات إلى محاكاة سيناريوهات قتال متعددة الجبهات تشمل إطلاق صواريخ ومحاولات تسلل إلى الجليل.

حرب في الأفق

في ظل هذه التطورات، تتزايد التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التوترات تمهّد لجولة جديدة من الحرب أو تبقى في إطار الضغط المتبادل. وينقل موقع «يورو نيوز» عن المحلل السياسي حسن الدر، قوله إن «التهويل والتهديد باتا جزءاً من المشهد، في إطار ضغط كبير يهدف إلى دفع لبنان نحو تفاوض مباشر مع إسرائيل لإبرام اتفاق أمني قبل نهاية العام».

ويضيف إن «المطلوب إسرائيلياً هو اتفاق أمني بشروط مجحفة تشمل إنشاء منطقة عازلة بعمق يتراوح بين 3 و5 كيلومترات، ومنطقة منزوعة السلاح حتى نهر الليطاني، على أن يتمركز الجيش اللبناني شماله بأسلحة خفيفة فقط».

ويؤكد: «هذا لا يعني استبعاد الحرب كلياً، لكنه لا يجعلها حتمية أيضاً. نحن في مرحلة التفاوض بالنار، إذ تستخدم إسرائيل التصعيد كوسيلة ضغط سياسي وميداني». أما عن احتمال اندلاع مواجهة واسعة، فيقول إنه «من المستبعد أن تنفجر حرب مفتوحة قبل زيارة البابا إلى لبنان في ديسمبر، رغم أن التصعيد سيستمرّ، فيما تبقى مرحلة ما بعد الزيارة وبداية العام الجديد مبهمة».

زر الذهاب إلى الأعلى