مفوضية اللاجئين الأممية: ما يحدث في السودان كارثة إنسانية بكل المقاييس

كريترنيوز /القاهرة الإخبارية – هبة وهدان
قالت المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إيوجين بيون، يوم الجمعة، إن الأوضاع الإنسانية في السودان -لا سيما في إقليمي دارفور وكردفان- تشهد تدهورًا خطيرًا بعد فترة طويلة من الحصار والمعارك العنيفة.
وأكدت “بيون”، في تصريحات خاصة لـ”القاهرة الإخبارية”، أن التقارير الواردة من الميدان تكشف عن معاناة شديدة يعيشها السكان في مدينة الفاشر والمناطق المجاورة.
وأضافت المتحدثة أن فرق المفوضية تلقت تقارير تفيد بوجود مئات الأسر النازحة من مدينة الفاشر ومنطقة طويلة الواقعة على بعد نحو 600 كيلومتر منها، بحثًا عن الغذاء والمياه، مشيرة إلى أن هناك نقصًا حادًا في المواد الغذائية والطبية، ما يجعل الوضع في السودان “كارثة إنسانية بكل المقاييس”.
وأكدت المتحدثة الأممية أن المدنيين هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع، إذ يتعرضون لانتهاكات مروّعة تشمل التعذيب والقتل ونقص الإمدادات الحيوية من طعام وماء ودواء، لافتة إلى أن فرق المفوضية استمعت إلى شهادات صادمة من الناجين الذين وصفوا ما يحدث بأنه “معاناة تفوق الوصف”.
وأشارت بيون إلى أن المفوضية تدعو جميع أطراف النزاع إلى وقف القتال فورًا والتركيز على حماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بوصول المساعدات إلى المتضررين، مضيفة أن استمرار القتال يعوق عمليات الإغاثة ويعرض حياة آلاف الأسر للخطر.
وأوضحت أن المفوضية تواجه تحديات كبيرة على الأرض، أهمها صعوبة دخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، بالإضافة إلى نقص حاد في التمويل اللازم لدعم النازحين واللاجئين، مؤكدة أنه “حتى من يتمكنون من الفرار إلى مناطق آمنة لا يجدون الموارد الكافية لتأمين الطعام والمياه النظيفة، أو للحماية من تفشي الأمراض”.
وشددت على أن مسؤولية توفير التمويل تقع على المجتمع الدولي بأكمله، إذ لا تستطيع الأمم المتحدة بمفردها سد الفجوة التمويلية الضخمة، داعية الدول والمنظمات المانحة إلى زيادة دعمها المالي واللوجستي لتمكين وكالات الإغاثة من الاستجابة الفعالة للأزمة.
كما نبهت إلى ضرورة دعم الدول المجاورة للسودان، وعلى رأسها مصر، التي تستقبل أعدادًا كبيرة من اللاجئين، مؤكدة أن مصر لا يمكنها أن تتحمل هذا العبء الإنساني وحدها، وأن المجتمع الدولي مطالب بمساندتها في هذا الجهد الإنساني الضخم.
كما أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأممية على أن ما يجري في السودان يشكل مأساة إنسانية يجب أن تنتهي فورًا، وأن المفوضية ستواصل عملها على الأرض رغم كل التحديات، داعية إلى تحرك دولي عاجل يضمن حماية المدنيين، ووقف العنف، وإيصال المساعدات إلى كل محتاج.