عربية

محاصرو أنفاق رفح.. الاختبار الأصعب لهدنة غزة

كريترنيوز متابعات /وكالات/دبي – البيان، غزة

 

باتت قضية مجموعة المحاصرين من مقاتلي «حماس» داخل شبكة أنفاق في منطقة تُعدّ تحت السيطرة الإسرائيلية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، «نقطة ساخنة» على صفحة الهدنة الهشة.

وفقاً لمصادر عديدة، ثمة ما بين 150 و200 مقاتل في الأنفاق، ترفض إسرائيل منحهم ممراً آمناً إلى داخل القطاع من دون تسليم أسلحتهم، وحصولها على معلومات دقيقة عن شبكة الأنفاق الممتدة من رفح حتى خان يونس.

وكانت القاهرة طرحت صيغة تتيح خروجهم مقابل تسليم الأسلحة والبيانات التقنية عن الأنفاق، لكن الرد الإسرائيلي كان متشدداً، فيما تقول «حماس» إن عناصرها «يقاومون داخل أراضٍ محتلة» وإن أي عملية ضدهم ستُعد خرقاً مباشراً للهدنة.

الهدنة والتبادل

وما زال اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ منذ 10 أكتوبر الماضي هشاً رغم استمرار تبادل الجثامين والمفقودين، حيث سلّمت «حماس» بقايا رفات الضابط الإسرائيلي هدار غولدين، المفقود منذ عام 2014، عبر الصليب الأحمر. وتقول مصادر إسرائيلية إن فحوص الحمض النووي أكدت أنها تعود له، ووصفت عملية التسليم أنها «خطوة ذات دلالة رمزية» في سياق تثبيت وقف إطلاق النار.

بالتوازي، تواصل واشنطن عبر غرفة تنسيق مشتركة مع الجيش الإسرائيلي إدارة دخول المساعدات الإنسانية، وسط انتقادات من منظمات الإغاثة بأن الإمدادات لا تتجاوز نصف الاحتياجات اليومية للقطاع.

وحذّرت تقارير أممية من ارتفاع حاد في عدد بتر الأطراف بين الأطفال بسبب الذخائر غير المنفجرة، التي كانت سبباً في مقتل طفل جديد أمس، في خان يونس. ولا تزال عمليات إزالة الأنقاض والألغام متعثّرة بسبب القيود المفروضة على دخول المعدات الثقيلة، فيما تتكدّس المستشفيات بالمصابين، وتعتمد على مولدات كهرباء متهالكة.

 

تحذير أممي

وحذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» من تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع مع اقتراب فصل الشتاء. وأكد أن هذا التدهور يأتي نتيجة استمرار الدمار الكبير في البنية التحتية والمساكن جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وأوضح أن مئات آلاف العائلات تواجه البرد والأمطار من دون مأوى أو ملابس شتوية أو وسائل تدفئة، فيما شددت منظمة الصحة العالمية على ضرورة تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق لتجنب تفاقم الكارثة.

 

جرائم حرب

وفي سياق الخروق الإسرائيلية، كشف مسؤولون أمريكيون سابقون لوكالة «رويترز» أن الاستخبارات الأمريكية عثرت على تحذيرات لمحامين عسكريين إسرائيليين من وجود أدلة على جرائم حرب في غزة. وعمّقت هذه المعلومات الاستخباراتية المخاوف في واشنطن بشأن سلوك إسرائيل في حرب قالت إنها ضرورية للقضاء على مقاتلي حماس الذين يتمركزون في البنية التحتية المدنية، حيث كانت هناك مخاوف من أن إسرائيل كانت تستهدف المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية عمداً، وهو ما يعد جريمة حرب محتملة.

زر الذهاب إلى الأعلى