عربية ودولية

غزة ولبنان وأوكرانيا والسودان تتصدر «أجندة نيويورك»

كريترنيوز /متابعات /نيويورك – وكالات

التأم شمل قادة العالم وممثلوه في لقائهم السنوي بنيويورك، وعلى الطاولة أجندة ثقيلة عصية على الاحتواء، بدءاً من غزة وحربها الضروس، ولبنان المتفجر قصفاً وغارات، ونزاع استطال أمده بين روسيا وأوكرانيا، وصراع في السودان بلغ حدود الأزمة الإنسانية الأكثر إلحاحاً وخطراً.

 

وفجر التصعيد بين إسرائيل و«حزب الله» قلق العالم ومخاوفه من مغبة الانزلاق إلى الحرب الشاملة، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في افتتاح الجلسة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن لبنان يجب ألا تصبح غزة أخرى.

 

مشيراً إلى أن الشعبين اللبناني والإسرائيلي، وشعوب العالم لا يمكنها أن تتحمل أن تصبح لبنان غزة أخرى. وحذر غوتيريش من أن لبنان على حافة الهاوية، مشيراً إلى أن على الجميع الشعور بالقلق حيال هذا التصعيد.

 

وندد غوتيريش بتزايد عدد الحكومات والجماعات الأخرى، التي تشعر بأنها تملك حصانة من الحساب، مشيراً إلى الحروب في أوكرانيا وقطاع غزة والسودان. وأضاف أن مستوى الإفلات من العقاب في العالم لا يمكن تبريره سياسياً، والتسامح معه أخلاقياً.

 

وقال غوتيريش: يدفع المدنيون الثمن بتزايد عدد القتلى وإزهاق الأرواح وتدمير المجتمعات، مضيفاً أن الوقت حان لإحلال السلام العادل بناء على ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها والقانون الدولي. وندد غوتيريش بالصراع الوحشي على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، قائلاً: «تحدث كارثة إنسانية وسط انتشار المجاعة».

 

وأضاف: «تستمر الانقسامات الجيوسياسية في التفاقم. يستمر احترار الكوكب.. تحتدم الحروب بلا طريقة لكيفية وضع نهاية لها.. وتفسد المواقف النووية والأسلحة الجديدة الأمور.. نتجه نحو اللامعقول، وهو موقف خطير يهدد باجتياح العالم».

 

بدوره، دعا الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى حل دبلوماسي، محذراً من حرب شاملة في لبنان. وقال بايدن في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن اندلاع حرب شاملة لا يصب في مصلحة أي طرف، ورغم تدهور الوضع، إلا أن التوصل إلى حل دبلوماسي ما زال ممكناً.

 

ودعا بايدن إسرائيل وحماس على استكمال مقترح لوقف إطلاق النار، مؤكداً أنه ملتزم بوضع حد لحرب غزة. وقال في إشارة إلى الاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة وقطر ومصر: «حان الوقت للأطراف المعنية لإنجاز بنوده، الاتفاق سيعيد الرهائن، ويضمن أمن إسرائيل، ويحرر غزة من قبضة حماس، ويخفف المعاناة في غزة، وينهي هذه الحرب».

 

وأكد بايدن أن الحرب الروسية في أوكرانيا فشلت، وحض الأمم المتحدة على مواصلة دعم كييف إلى أن تحقق النصر. ودعا بايدن قادة العالم إلى وضع حد للحرب في السودان. وقال الرئيس الأمريكي: على العالم أن يتحدث بصوت واحد، ويطلب من الطرفين التوقف عن تدمير بلادهم، والتوقف عن منع المساعدات عن الشعب السوداني، وإنهاء هذه الحرب فوراً.

 

وحض بايدن العالم على عدم التخلي عن السلام في مواجهة الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط والسودان. وأضاف في كلمته: «أدرك التحديات من أوكرانيا إلى غزة إلى السودان وغيرها. ربما بسبب كل ما رأيته وكل ما فعلناه عبر العقود، لدي أمل».

 

حرب شاملة

 

من جهته، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن التصعيد في لبنان هو تقريباً حرب شاملة، مضيفاً: الموقف خطير ومقلق للغاية، بوسعي القول إننا أمام حرب شاملة تقريباً، إن لم يكن هذا الموقف هو حرب.

 

فلا أعرف ماذا تطلقون عليه، أوروبا تبذل جهوداً لتقليل التوتر، لكن أسوأ مخاوفها بشأن اتساع نطاق الحرب توشك أن تصبح واقعاً. وجدد بوريل الدعوة إلى وقف لإطلاق النار على طول الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان.

 

وأعربت الصين صدمتها الكبيرة لعدد ضحايا الضربات الإسرائيلية في لبنان. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، لين جيان، إن الصين تولي اهتماماً خاصاً بالتوترات الحالية بين لبنان وإسرائيل، وتشعر بصدمة كبيرة إزاء العدد الكبير من الضحايا الناجم عن هذه العمليات العسكرية.

 

جريمة حرب

 

واستبعد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إمكانية تحول بلاده إلى وطن بديل للفلسطينيين، محذراً من أن تهجيرهم قسرياً من قبل إسرائيل سيشكل جريمة حرب، وندد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالذين يروجون باستمرار لفكرة الأردن كوطن بديل، مضيفاً: «هذا لن يحدث أبداً.. ولن نقبل أبداً بالتهجير القسري للفلسطينيين، فهو جريمة حرب».

 

احتضار قيم

 

على صعيد متصل، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن قيم منظومة الأمم المتحدة والعالم الغربي تحتضر في غزة مع استمرار الصراع هناك، ودعا إلى تشكيل تحالف للإنسانية لردع إسرائيل. وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، كرر أردوغان انتقاداته الشديدة لإسرائيل، بسبب حملتها العسكرية في قطاع غزة.

 

وللدول الغربية لدعمها إسرائيل، مضيفاً: إلى جانب أطفال غزة الذين يموتون، فإن منظومة الأمم المتحدة تحتضر، والحقيقة تحتضر والقيم التي يدعي الغرب الدفاع عنها تحتضر، وآمال الإنسانية في العيش في عالم أكثر عدالة تحتضر تباعاً.

 

وأضاف أن تركيا تقف إلى جانب شعب لبنان، واتهم أردوغان إسرائيل بجر المنطقة بأكملها إلى الحرب، وتساءل: ما الذي ما زلتم بانتظاره لوقف شبكة المجازر، التي تعرض حياة مواطنيها للخطر إلى جانب الشعب الفلسطيني، وتجر المنطقة بأكملها إلى الحرب من أجل تحقيق أهدافها السياسية؟

 

امتداد حرب

 

في السياق، حذر الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، من خطورة الامتداد الجاري للحرب في قطاع غزة إلى لبنان، وفي كلمة ألقاها في افتتاح دورة انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال دا سيلفا، إن الصراع في قطاع غزة يمتد إلى لبنان على نحو خطير، داعياً إلى وقف إطلاق النار.

 

وأضاف: «تحول حق الدفاع إلى حق الانتقام، مما يعيق التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن، ويعرقل وقف إطلاق النار». وأكد لولا ما نادت به البرازيل من إصلاح للأمم المتحدة قائلاً، إن المنظمة العالمية لا تقوم بدورها في تمثيل العالم ووقف الحروب. وانتقد إنفاق عشرات المليارات من الدولارات سنوياً على الترسانات العسكرية، وقال إن تلك الأموال يتعين استخدامها للقضاء على الفقر ومكافحة تغير المناخ.

 

وقال لولا: القضاء على الجوع مجدداً هو الالتزام الأكثر إلحاحاً لحكومتي، داعياً إلى مراجعة ميثاق الأمم المتحدة لإحياء دور الجمعية العامة في تعزيز السلام، وإصلاح المؤسسة المتعددة الأطراف. وشدد على أن استبعاد أمريكا الجنوبية وأفريقيا من المقاعد الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو انعكاس غير مقبول للماضي الاستعماري.

زر الذهاب إلى الأعلى