تحذير خليجي من تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على أمن المنطقة

كريترنيوز /متابعات /وكالات
لا يزال القلق يجتاح العالم من مآلات الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، ففيما حذّرت دول الخليج العربية من خطورة تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على أمن واستقرار المنطقة شددت باريس على أنها ستسرع وشركاؤها الأوروبيون وتيرة المفاوضات مع طهران، وبينما شددت تركيا على أن استئناف المحادثات هو السبيل الوحيد لحل الخلاف وإنهاء الصراع كشفت طهران عن أنها ستراجع المقترحات الأوروبية، وتقدم ردودها في الاجتماع المقبل.
وجددت المجموعة الخليجية لدى الأمم المتحدة إدانتها للهجمات الإسرائيلية على إيران ومنشآتها النووية، محذرة من خطورة تداعيات هذه الاعتداءات على أمن المنطقة واستقرارها باعتبارها انتهاكاً صريحاً لمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير المفوض، فيصل العنزي، نائب مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، بالنيابة عن المجموعة الخليجية أمام الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي، لبحث التصعيد بين إسرائيل وإيران.
وفي ظل ما وصفته بالمرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة شددت المجموعة الخليجية على أن استمرار هذه الأوضاع المتدهورة قد يؤدي إلى عواقب كارثية، وتفاقم حدة التوتر، الأمر الذي يهدد بتقويض فرص الحل الدبلوماسي والسلام المنشود.
وجددت المجموعة موقفها الثابت حيال الأحداث الخطيرة، التي تشهدها المنطقة، مؤكدة أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تواصل مساعيها الدبلوماسية المكثفة لخفض التصعيد، وتجنب اتساعه من منطلق الحرص على تغليب الدبلوماسية والحوار. ودعت المجموعة إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وإيقاف الأعمال العدائية فوراً في ظل هذه الظروف الدقيقة والحساسة، التي تستوجب اليقظة والحكمة من الجميع.
كما حثت على تجنب المخاطر وتوسيع رقعة الصراع، والعودة إلى مسار الحوار والمفاوضات باعتباره السبيل الأمثل والوحيد لتجاوز الأزمة الحالية، وضمان استدامة الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وشددت المجموعة الخليجية على ضرورة أن يتحمل مجلس الأمن والمجتمع الدولي مسؤولياتهما نحو الإيقاف الفوري لهذه الحرب ومنع التصعيد، ودعت إلى الدفع باتجاه مواصلة المفاوضات الأمريكية – الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني بوساطة سلطنة عمان، مؤكدة أهمية احترام سيادة الدول والالتزام بالأسس والمبادئ الأساسية المبنية على ميثاق الأمم المتحدة، ومواثيق القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.
ودعت المجموعة الخليجية المجتمع الدولي،ومجلس الأمن بشكل خاص إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لاحتواء هذه الأزمة، ودعم جهود الحوار الدبلوماسي، بما يحفظ أمن وسلامة شعوب المنطقة، ويجنبها مخاطر المزيد من التصعيد.
تسريع وتيرة
في السياق أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن فرنسا وشركاءها الأوروبيين سيسرعون وتيرة المفاوضات مع طهران. وأوضح ماكرون في منشور على منصة «إكس» أن تسريع وتيرة التفاوض يهدف إلى الخروج من الحرب، وتفادي مخاطر أكبر.
وقال ماكرون إنه أبلغ نظيره الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال اتصال هاتفي، بقلقه العميق من البرنامج النووي الإيراني، مجدداً التأكيد أن طهران لا يمكنها الحصول على السلاح النووي، ويتوجب عليها تقديم كل الضمانات، لتأكيد أن غاياتها من البرنامج النووي سلمية.
وتوعد بزشكيان بأن رد بلاده سيكون أكثر تدميراً، مشيراً إلى أن حقوق إيران في مواصلة برنامجها النووي المدني لا يمكن انتزاعها بالتهديد أو الحرب.
اتصالات
بدوره، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الجهود الأوروبية للتوسط في الصراع بين إسرائيل وإيران لن تنجح، لأن إيران تريد التحدث مع الولايات المتحدة وليس أوروبا. وفي تصريح في وقت لاحق قال ترامب، إن هناك اتصالات بين الولايات المتحدة وإيران حالياً، وسنرى ما يحدث.
ولم يقدم تفاصيل حول المناقشات مع ممثلين من طهران. وأعلن ترامب أن أمام إيران مهلة أسبوعين حداً أقصى، لتفادي التعرض لضربات أمريكية محتملة. وشدد ترامب على أن مديرة المخابرات الوطنية، تولسي جابارد، أخطأت في الإشارة إلى عدم وجود أدلة على أن إيران تصنع سلاحاً نووياً.
استئناف محادثات
كما شدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على أن استئناف المحادثات بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج طهران النووي هو السبيل الوحيد لحل الخلاف بينهما، وإنهاء الصراع مع إسرائيل.
وأكد أردوغان خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، ضرورة الوقف الفوري للهجمات الإسرائيلية على إيران. ولفت أردوغان إلى أن هجمات إسرائيل على إيران قبيل جولة جديدة من المحادثات النووية هدفها تخريب المفاوضات، قائلاً إن حكومة نتنياهو هي أكبر عائق أمام السلام الإقليمي.
وأضاف مكتب أردوغان أن تركيا مستعدة للعب دور الوسيط، للمساعدة في استئناف المحادثات النووية، موضحاً أنه يجب اتخاذ خطوات في أسرع وقت ممكن، لبدء المسار الدبلوماسي من خلال محادثات فنية ومحادثات على مستوى قادة إيران والولايات المتحدة.
كارثة شاملة
إلى ذلك، قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن إسرائيل تجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة بمهاجمتها إيران، ونقلت وكالة الأناضول التركية عن فيدان تأكيده خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أن إسرائيل تجر الآن المنطقة إلى شفير كارثة تامة بمهاجمتها إيران، داعياً إلى وقف الهجوم غير المحدود ضد إيران، مضيفاً: «علينا أن نمنع الوضع من أن يتحول إلى دوامة عنف تشكل المزيد من الخطر على الأمن الإقليمي والأمن العالمي».
لا دليل
من جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن روسيا أبلغت إسرائيل مراراً بأنه ما من دليل على سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية. ونقلت قناة «سكاي نيوز عربية» عن بوتين قوله: «لم يكن لدى روسيا وكذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية أي دليل قط على أن إيران تستعد للحصول على أسلحة نووية، وهو ما أبلغنا به القيادة الإسرائيلية مراراً، مشيراً إلى استعداد بلاده، لمساعدة إيران في تطوير برنامج نووي سلمي».
مراجعة مقترحات
وفيما صرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، بأن تورط الولايات المتحدة في الحرب إلى جانب إسرائيل سيكون خطيراً جداً على الجميع، مشيراً إلى أن التدخل العسكري الأمريكي سيكون كارثياً جداً، قال مسؤول إيراني كبير، إن المناقشات والمقترحات، التي قدمتها قوى أوروبية لإيران بشأن برنامجها النووي في جنيف، كانت غير واقعية، مضيفاً أن الإصرار عليها لن يقرب الطرفين من التوصل إلى اتفاق.
وأشار المسؤول إلى أن طهران ستراجع المقترحات الأوروبية في طهران، وتقدم ردودها في الاجتماع المقبل. واستبعد المسؤول الكبير إمكان التفاوض على قدرات طهران الدفاعية، بما في ذلك برنامجها الصاروخي، مؤكداً أن فكرة وقف تخصيب اليورانيوم بمثابة طريق مسدود، مضيفاً: «ترحب إيران بالدبلوماسية، ولكن ليس تحت وطأة الحرب».
تأخير
على صعيد متصل، قدرت إسرائيل أن هجماتها أدت إلى تأخير تطوير إيران لقنبلة نووية لعدة أعوام، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر: «أعتقد، وفقاً للتقييمات التي نسمعها، أننا قمنا بالفعل بتأجيل قدرتهم على الحصول على قنبلة نووية لمدة عامين أو ثلاثة أعوام على الأقل. حقيقة أننا قمنا بالقضاء على هؤلاء الأفراد، الذين قادوا وطوروا عملية تسليح البرنامج النووي هي أمر بالغ الأهمية من حيث النتائج».
إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، رفض بلاده انتهاك سيادة أجوائها، واستخدامها في الهجوم المستمر على إيران، الذي يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، وشدد السوداني على أهمية أن تضطلع الدول الكبرى، لا سيما الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بدورها في وقف الهجوم ضد إيران.