واشنطن أمام معادلة «الحكومتين» في السودان: هل ينجح رهان السلام؟

كريترنيوز/ متابعات /ياسر قاسم
مع اقتراب موعد اجتماعات اللجنة الرباعية “الولايات المتحدة، بريطانيا، السعودية، الإمارات” نهاية يوليو الجاري في واشنطن، يزداد المشهد السوداني تعقيدًا بعد إعلان حكومة في بورتسودان برئاسة الدكتور كامل إدريس، يقابله حديث متصاعد عن “حكومة تأسيس” تمثل قوات الدعم السريع في دارفور وأجزاء من كردفان برئاسة محمد حسن التعايشي.
وتمثل اجتماعات واشنطن نافذة الفرصة الأخيرة لتوحيد السودان ومنع انزلاقه إلى سيناريو “الحكومتين”.
إذا نجحت “الرباعية” في الضغط على الأطراف لوقف الحرب والاتفاق على حكومة انتقالية موحّدة، قد يكون ذلك بداية طريق الاستقرار، أما إذا فشلت، فإن البلاد ستواجه خطر انقسام سياسي وجغرافي طويل الأمد، يهدد وحدة الدولة ومستقبلها.
هذه التطورات تثير سؤالاً حاسماً: هل ستنجح واشنطن في توحيد المسار السياسي، أم ستتحول إلى إدارة صراع بين سلطتين متوازيتين؟
أزمة الشرعية التفاوضية
حكومة بورتسودان: تحاول فرض نفسها كمرجعية شرعية تمثل الدولة السودانية في المحافل الدولية.
الدعم السريع: يسعى لترسيخ سلطته عبر حكومة موازية تدير مناطق سيطرته في الغرب.
وجود حكومتين متوازيتين قد يدفع الرباعية إلى البحث عن مسار تفاوض مزدوج، أو تأجيل أي اعتراف رسمي حتى لا يتحول السودان إلى نسخة جديدة من دولتين في بلد واحد.
خريطة السيطرة
الجيش السوداني: يسيطر على الشرق “بورتسودان، كسلا، القضارف”، والشمال “الولاية الشمالية ونهر النيل”، إضافة إلى ولايات الوسط “الخرطوم، الجزيرة، سنار والنيل الأزرق”.
الدعم السريع: يسيطر على معظم ولايات دارفور، أجزاء من جنوب وغرب كردفان.
هذه الخريطة تمنح كل طرف ورقة قوة تفاوضية، لكنها تعرقل أي خطوة نحو وقف دائم للحرب.
سيناريوهات محتملة
1-تجميد الحكومتين: اتفاق مرحلي على وقف إطلاق النار وممرات إنسانية مع تعليق الاعتراف بأي حكومة مؤقتاً.
2-تكريس حكومتين متوازيتين: فشل الضغط الدولي قد يرسخ انقسام السودان إلى سلطتين متنازعتين.
3-تصعيد عسكري جديد: سعي كل طرف لتحسين شروط التفاوض قبل أي اتفاق محتمل.
حلول إيقاف الحرب
1-وقف إطلاق نار فوري تحت إشراف دولي، وربطه بممرات إنسانية آمنة.
2-تشكيل حكومة انتقالية عريضة تضم القوى المدنية والحركات المسلحة وتمثل الأقاليم المختلفة.
3-إصلاح أمني متدرج “دمج قوات الدعم السريع في جيش موحد ضمن خطة زمنية واضحة”.
4-إشراك الجوار الإقليمي لضبط الحدود وتدفق السلاح.
5-توحيد الجهود الدولية ودمج المبادرات المتفرقة في مسار واحد يقوده الرباعي.