غزة.. تحرك أمريكي على وقع الهدنة الهشة

كريترنيوز /متابعات /البيان
تصدّر التحرك الأمريكي المشهد السياسي حول قطاع غزة، حيث اجتمع المبعوث الأمريكي جاريد كوشنر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، وبحثا المرحلة الثانية من الهدنة الهشة التي بدأت في 10 أكتوبر الماضي.
وتركّزت المباحثات على نزع سلاح حركة «حماس» ووضع ترتيبات لقوة دولية في القطاع، في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار، وضمان عدم استئناف الحرب.
وقال مصدر مطلع إن الاجتماع سلط الضوء على قضيتي المقاتلين المتحصنين في الأنفاق برفح، والقوة الدولية المتوقعة في غزة المنصوص عليها في خطة ترامب.
ويوجد نحو 200 مقاتل من حماس داخل الأنفاق في رفح، التي لا يزال الجيش الإسرائيلي يسيطر عليها. وتطالب «حماس» بالسماح لهم بالمغادرة، وهو ما ترفضه إسرائيل حتى الآن.
وذكر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن أي قرارات بشأن سياسات إسرائيل في غزة سيجري اتخاذها بالتنسيق مع إدارة ترامب.
الممرات الآمنة
وقال مسؤول في «حماس» إن المحادثات بشأن الممرات الآمنة لا تزال جارية. وأضاف أن الحركة حريصة على حل النزاع ومحو أي شيء يمكن أن تستخدمه إسرائيل ذريعة لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه أضاف أن «حماس» ترفض استسلام مقاتليها.
وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، شوش بدروسيان، إنه سوف يتم اتخاذ القرار الخاص بالمحاصرين في رفح بالتعاون مع الولايات المتحدة. وأضافت أن نتانياهو تحدث مع كوشنر حول نزع سلاح «حماس» وتجريد غزة من السلاح، وسبل ضمان عدم مشاركة حماس في حكم القطاع.
وفيما يتعلق بالمحاصرين الـ200 «في المنطقة التي تسيطر عليها إسرائيل (الخط الأصفر)، أضافت أن أي قرار بهذا الشأن «سيتم اتخاذه بالتعاون مع إدارة ترامب».
وفي الوقت نفسه، استمرت الغارات الإسرائيلية المتفرقة، حيث لقي فلسطينيان حتفهما، أحدهما طفل، في غارات نفذتها طائرات مسيّرة ومقاتلة، شرقي مدينة غزة وجنوب القطاع.
ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، فقد قضى 243 فلسطينياً وجرح 619، وجرى انتشال 528 جثماناً، منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 11 أكتوبر.
مرحلة انتقالية
وتعكس هذه التطورات التحديات الكبيرة التي تواجه إدارة غزة بعد الحرب، إذ إن الهدنة ليست سوى مرحلة انتقالية، والكثير من بنودها لا تزال محل تفاوض دقيق على الصعيدين الأمني والإنساني. كما يظهر الوضع الإنساني هشاشته المستمرة، إذ تبقى الخدمات والبنية التحتية مهددة، ويظل المدنيون عرضة للمعاناة رغم الاتفاقيات المؤقتة.
وفي الوقت ذاته، تؤكد اللقاءات الأمريكية الإسرائيلية أن هناك حرصاً على عدم إعادة الانزلاق إلى الصراع المفتوح، مع محاولة خلق آليات للسيطرة على الميدان، وتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار.
ويبقى التحدي الأكبر في قدرة الأطراف على تحويل هذه الهدنة المؤقتة إلى إدارة أكثر استقراراً وواقعية للقطاع، بما يسمح ببدء مرحلة إعادة البناء والتخفيف من معاناة السكان، وتحقيق توازن دقيق بين الضغوط الميدانية، والتحرك الدولي، والمتطلبات الإنسانية في غزة