مقالات وآراء

للحديت بقية

كتب/ نادرة حنبلة

وددت أن أجمع كل مالدي وأرميه في البحر، أيامي ذكرياتي كل مامر من تفاصيل حياتي، وأنا جاهزة لرمي ما أسميتها مخلفاني، قصاصة صغيرة لفتت انتباهي، أعدت تفاصيلي وانتشلت قصاصة الورق والذي بدأت غريبة بعض الشي، نفضتها بكفي وكل مانفضتها وكأن ذاكرتي تعود شيئا فشيئا إلى الماضي البعيد، تتحدث عن نفسها وتسألني لماذا أنا لا اختار مابين القرقاء؟ حديت قبل عشرون عاما ويزيد.
اتذكر إجابتي تماما أنا بنت الأرض، أنا بنت عدن التي ضمت كل اطياف واجناس البشر، أنا بنت عدن التي فتحت ذراعيها للجميع، دون رفض منها لذلك فكيف من شربت مائها وتنعمت بخيرها ولعبت في ازقتها اتنكر لكل المسميات والمبادئ التي تربيت عليها.
نحن لانفرق أبدا بين اجناس فكيف نفرق بين أبناء، بلد واحد أنا انتمي للكل والكل أنا، وكلنا لوطن وهب ولم يقصر.
أعدت ذاكرتي للحظة، فإذا بمنظر ارعبني جدا في يوم حرب سقطت قذيفة لتنال من منزلها وسكانه، والاغرب رايت لحظتها كل الفرقاء يتسارعون للنجدة، هذا يزيح الانقاض وذاك يخرج الجرحى وآخر يجهز سيارته للاسعاف، لم أجد أحد من الفرقاء لم يسارع لنجدتهم، حتى كبار السن من لم يستطيع الإنقاذ كانت دموعه تسيل خطوطا على الخدود.
كان الكل ينتمي للكل حتى لحظة الدفاع عن الوطن أو الحي الذي نعيشه، الكل تنافس الكل تداعي للدفاع عن الوطن الحبيب، رأيت بأم عيني أحدهم ينقذ زميل له وآخر يتبادل معه السلاح حتى لقمة العيش كان يتقاسمها الجميع،
في بيوتنا كنا نتقاسم الماء كي لايعطش أحد، حتى الشمعة تقاسمناها كان حب الإيثار في قمته لم تكون هناك مساحة للطائفة أو القبيلة أو المناطقية نحن لون واحد ودم واحد، جنوبي النكهة فلماذا الآن نسمح بمن يحاول المساس بقوتنا وتماسكنا، مع علمنا أن بقائنا معا قوة وهي من ستعيد الجنوب، نلتف حول الوطن والعلم، العدو يخاف من تماسكنا لأنه هزم عددهم وعدتهم فلنبقى بهذا الحماس ومطلبنا الجنوب نساءً ورجالا
البناء يستحق الإخلاص والالتفاف لنبني يدا بيد وننظف فساد وجراثيم سنين عبث، ولم ترحم لنتراحم، نحن ونحب بعضنا الوطن بحاجة لنبضة قلب صادقة وعزيمة رجال لم يأبهوا للموت صدورهم تلقت أسلحة الدمار شباب وقف بثبات الجبال وهدير البحار، نساء جهدت ولم تبخل عندما ينادي الوطن لبيك ياوطني،
لهذا آن الأوان لنبني الوطن ونعيد رونقه لسنا عاجزون أبداً نحن نستطيع فقط الإرادة والعزيمة وحب المكان والايثار لابد من التلاحم والادعان لصوت ضمير الوطن اما آن الأوان.

زر الذهاب إلى الأعلى