المرأة الجنوبية بحرٌ من الثقافة وعنوان للرُّقي والتقدّم.

كتب : منى عبدالله
نعيش في زمن العجائب وما العجب ” إلا من جيل بات خاملاً وكسولاً ” أغرته الدنيا بملاذها فأصبح ” كالريموت يقلّب يميناً ويساراً ” لاتعجبن إن خاب الأمل بأجيالها فما نشاهده من التغيرات يجعلك مذهولاً وإن كنا على بصيرة بأحوالها ” ولكن من استجار بها بات مخذولاً ” قدفرشت في طريقنا جمال زهورها ” ولكن بالشوك وجدناها مأهولة ” فمشينا بأطراف الأصابع لتجنُّبها ” لعلّ وعسى أن ننجو وخلق الإنسان عجولاً ” ما أغرتنا الدنيا عبثاً ولكنها ” رأت فينا أفراداً بين واع وجاهل.
المرأة الجنوبية بين الحاضر والواقع :
من خلال حضوري للورش والمؤتمرات وغيرها من الحفلات الوطنية والخاصة كذلك رأيت بأن المرأة الجنوبية لاتختلف عن غيرها من نساء العرب والعالم فهي تمتلك كثيراً من الثقافة والمعلومات اللامحدودة ، فقد أثبثت بأنها جديرة بالقيادة والريادة وكذلك تربية الأجيال فهنا في الجنوب توجد الدكتورة والمهندسة والمحامية والمدرسة وكذلك العاملة كباحثة متطوعات في المجال العسكري كرائدة تفتيش ووصلت للمراتب بالتدرُّج وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على أن المرأة في المجتمع الجنوبي متفتحة متعطشة للعلم ولديها الحماس بأن تقدّم الغالي والنفيس من أجل أن تصل إلى مرادها ومبتغاها بما يخدم الوطن والمجتمع”.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هل أخذت المرأة الجنوبية كامل حقوقها كإحدى رائدات المجتمع ؟!! أم أنها لازالت تعاني من التهميش لأننا نعيش في مجتمع ذكوري لايقبل القسمة على اثنين ؟!!! “.
اكتشفت بأن لدينا الكثير من المواهب والكثير من النساء المميزات وهناك الكثير من المناضلات الرائدات فالمرأة الجنوبية قد نذرت أفنت روحها لخدمة هذا الوطن فهن توّاقات للحرية والاستقلال والتحرير وإنصاف المرأة لتأخذ مكانها الصحيح جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل فرأيت الناشطات الحقوقيات والمجتمعيات واللاتي يطالبن بحقوق المرأة كفرد فعّال في مجتمعها فالمرأة لاتقل كفاءة عن الرجل فهي جديرة بالقيادة والريادة والإدارة كذلك لعدة أسباب نذكر منها :
1_ إن المرأة عنوان للصبر والمصابرة والتحمّل لما تعانيه من إجهاد داخل منزلها في العمل والتربية والإدارة.
2_ فهي لاتقل ذكاءً عن الرجل وقد استطاعت أن تنافسه في جميع المجالات.
3_ صحيح بأن الرجال قوامون على النساء ولكن في عالمنا الحديث ما نلاحظه من انتشار المثليه وتأنيث الرجال قد ألغى دور الرجل كقائد فعال في المجتمع وأصبح أضحوكة الزمان والمكان .
4_ تعتبر المرأة نصف المجتمع ولولاها لما قام للرجل قائمة ولا تدرّج في المناصب ، فالمرأة هي من تصنع الرجال وهي من تنشئ الأجيال .
5 _ لايستطيع الرجل الاستغناء عن المرأة كمكمّل له فهي رفيقته في المنزل والعمل وكذلك في الشارع وحتى في خلواته فالاثنان نبض في جسد واحد لايتفارقا إلا بموت إحداهما.
6_ قدرة المرأة على تحمّل الآلام والتعب والمشقة والصبر والتصابر يعطيها الأولوية بأن تكون هي الأجدر فهي تتحمل آلام الولادة وتتحمل تربية الأولاد وتتحمل الرجل نفسه وتتحمل مسؤولية منزل بأكمله وكذلك إلى جانب عملها في مجال تخصصها باختصار المرأة مجموعة من الطاقة اللامتناهية تعمل بكل جدّ واجتهاد دون ضجيج أو تهكّم أو ملل إدارة متنقلة لاتملّ ولاتكل .
فهل بعد كل هذا نستطيع أن نلوم المرأة أو نجازيها أوحتى نعطيها جزء من حقها كمفرد أساسي في مجتمعها لايمكن الاستغناء عنها أبداً فهنا نقول للرجال أنت لديك كنز مدفون وأغلب الرجال يدوس عليه ولا يقدّر هذه النعمة التي أرسلها له الله كرحمة في المنزل ولا نستطيع وصف كل النساء بتلك الصفات فليس جميعهن خلقن ليعملن فالبعض أتى على الدنيا وفي فمها معلقة من الذهب وربما لم تر المطبخ نهائياً ولم تتعب في حياتها قط فلديها الخدم والحشم وما يكفيها ليديروا شوؤنها ويهتموا بحياتها.
فنحن نتكلم هنا عن المرأة المكافحة المناضلة الصابرة والتي عانت الأمرين لتربي وتنشئ مملكتها الخاصة بها بكل جدارة وثقه وهي رافعة رأسها عنان السماء لتخرج لنا العالم والمدرس والمهندس والمحامي والدكتور والسياسي والاقتصادي والمحلّل فالمرأة تستحق بأن يُقال عنها هي صانعة الأجيال وهي من تبني وتعمّر الأوطان، وهي كذلك منبع الحنان وملجأه إذا غدر الزمان فهي كنز مدفون في زمن تراكم فيه الغبار والكثبان.