هل تكفي الإقالة وسحب الثقة ؟

كتب : عبدالله الصاصي
لا تأتي الإقالة وسحب الثقة لمسؤول في الدولة إلا لأسباب قصور في تأدية العمل بمهنية واحتراف مصوّب نحو خدمة الوطن والمواطن وفي هذه الحالة يعتبر كل شخص أُقيل من منصبه مُدان ، لأن الإقالة أتت نتيجة خروج المقال عن المألوف المتعارف عليه ، اما باستغلال السلطة لأغراض شخصية وتحصين للذات بالمسكن الراقي وامتلاك العقارات والسفريات للنقاهة باسم العمل الوطني وعقد البروتوكولات الوهمية وتحويلها إلى صفقات تجارية خاصة ومنها تشييد مزارع وأسواق تجارية وشراء سيارات فخمة ، وما نلاحظه أن بعد كل المخالفات التي ذكرنا اليسير منها مما عمل عليه مسؤولون سابقون وممّن لازالوا يمارسونها في وضعنا الحالي وهم آمنون من المساءلة والعقاب ويعتقدون أن إبعادهم عن المنصب العقاب الأكبر، لايخافون الحساب وحجتهم جاهزة لأن من سبقهم كان الأكثر فساداً منهم ولم تطاله إجراءات العقاب لتصبح هذه الظاهرة سنة متعارف عليها في وطننا الجريح وشعبنا المكلوم بظلم القيادات التي تنهب المال العام ولا تجد من يحاسبها بل تركها تمارس فسادها حتى تشبع بعد أن يصبح رأس مالها يكفي لولد الولد ، ونهاية المطاف روح بعد حالك وأكمل مشوار حياتك بما نهبت وأكلت من مال حرام والمواطن يروم رغيف الخبز الجاف ، ومن المؤسف في كثير من الأحيان إعادة من أُدينوا باختلاس أموال بعد فترة بسيطة من الزمن إلى مناصب أعلى وكأن الفترة التي قضاها بعيداً عن الكرسي مجرد استجمام ونقاهة بعيداً عن دوشة العمل ، لاتدري متى يأتي اليوم الذي يجلس المسؤول على كرسيه وكأنه جالس على جمر يعمل بما يرضي الله وما يسعد ويسر من ولُّوهُ عليهم، يفكر مليّاً قبل أن يُقدِم على أي خطوة تجاه عمله ماهو المرجو منه، وإذا التبسَ عليه الأمر في الحساب بين الفائدة والخسارة جمع مجلس الإدارة لأخذ الاستشارة وعمل بمشورة الجمع وأبعد عن نفسه الشبهات التي تسببها القرارات الفردية الارتجالية وما أكثر من يعمل بها اليوم من القيادات خابت أو صابت وكأن المال العام ورثه عن أبوه وجده .
الخلاصة : إن الإقالة لا تكفي لمن أفسد ونهب ولم يعمل وفق ما أُوكل إليه من عمل ولم يوف لمن ولُّوه عليهم واكتفى بالعمل لصالح شخصه وحاشيته طيلة توليه الكرسي الدوّار ولم يدرك أن تصميم الكرسي الدوار جاء لحكمة تقول لمن يجلس عليه فإنك راحل بالدور فأحسن العمل فالمنصب دوّار وستحاسب إذا انتهى دورك بإدانة .
وتحياتي لمن يدرك معنى المسؤولية التي يتحملّها وإن حسابها في الدنيا قبل الآخرة.