أملنا كبير باللجان المجتمعية ودورها بخلق نقلة نوعية للشعب وتغييره نحو الأفضل.

كتب: نادية محمد ناجي
تجربة لجان الدفاع الشعبي كانت مؤسساته عبارة عن قيادة وطنية أخدت نمط تجربة كوبا، أي أنها تُقاد من قبل اللجنة المركزية وهو الحزب القائد في تلك الفترة، وكانت التجربة مثلها مثل القيادة النبوية والعمالية أي أن لهم ممثلين في الأطر الحزبية لذلك كانت على عكس ماهو قائم اليوم فكانت تقوم بعمل الأمن والقضاء والشؤون الاجتماعية ولها مقرات في كل حي وقريبة من المواطنين .
كما أنها سخّرت مقراتها لتدريس محو الأمية للرجال والنساء ودورات توعوية واجتماعاتها بالمواطنين متى ماتطلّب ذلك .
للأسف انتهت تجربتها بعد الوحدة اليمنية المشؤومة دون أن يسجل عليها خرق قانوني أو أخلاقي .
أما تجربة اليوم لم نر ارتباط الجماهير لها وإنما شكل من الأشكال التي ظهرت بعد الوحدة كعقّال الحارات وحتى لا أكون ظالمة قمت باستفسار مجموعة من الزميلات من مختلف المديريات فلم أجد إلا إجابة واحدة بأنهم محصورين في توفير الغاز المنزلي للسكان في الأحياء والتدخلات السلبية مع المواطنين، والكثير منهم غير مناسبين للانخراط في اللجان المجتمعية .
ما نطمحه اليوم هو أن تكون اللجان المجتمعية همزة وصل بين المواطنين والدولة وأن تكون على درجة من الوعي والإحساس بالمسؤولية وأن يُعاد تأهيلها أو القيام بانتخابات نزيهة بحضور سكان كل حي لاختيار مايرونه يخدم مصالحهم على أن يكون للنساء تواجد منتخبات ومرشحات وأن يكون لها مقر في كل حي، وأن تكون همزة وصل بينها والسلطة المحلية والمكاتب التنفيذية في كل مديرية لتذليل الصعاب أمام سكان الحي، وأن تعمل على حل المشاكل والخلافات الأسرية والخلافات الدائرة بين الشباب بطرق سلمية حتى لايتطور إلى استخدام السلاح والذي للأسف أصبح منتشرا .
ويجب أن يكون هناك تدريب وتأهيل اللجان المجتمعية بدورات حل الأزمات والكوارث الطبيعية مع الجهات المعنية والتنسيق معها لتفادي الحد من الأضرار التي سوف تتعرض لها خاصة ولازالت الجنوب من ضمن الدول المهددة بالزلازل.