مقالات وآراء

يوم المرأة العالمي.

كتب : ندى عوبلي

تحتفل المرأة في العالم أجمع بيوم خُصص لها نظير دورها العظيم في تغيير واقعها نحو الأفضل هو يوم الثامن من مارس يوم المرأة العالمي.

حقا تستحق المرأة أن تحتفل بهذه المناسبة العظيمة التي تذكر العالم فيه أنها القادرة على صنع القرار في مجتمعها وفرضه على مجتمعها وكسب إنجاز رائع يخدم المرأة في بلدانها،

وإذا راجعنا عبر التاريخ دور المرأة العربية وهذا ما يعنينا خاصة ونحن كنساء ننتمي لهذه الشريحة من النساء في بلداننا العربية  لرأينا الدور الكبير التي قدمته المرأة العربية في مجتمعها العربي منذ فجر التاريخ بكل فخر والمكانة السامية التي حظيت بها نتاج دورها الفاعل في إصلاح وتوعية مجتمعها ودورها جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل في ازدهار الحضارة العربية والممالك التي شُيدت آنذاك وكيف كان دورها في المعارك ذوداً عن مجتمعها على حد سواء مع أخيها الرجل وكذا في جانب الأدب والثقافة العربية ودورها المعروف في مجتمعها دون استثنائها وإقصائها تحت أي أعذار أوجدها فيما بعد المستعمر الأجنبي الأوربي الغربي للدول العربية والشرق الأدنى والأقصى وكيف أثّر هذا الدور الاستعماري على مجتمعاتنا وترك بصمة عار في جبين الدول العربية لازالت مجتمعاتنا والمرأة العربية تعاني من آثارها حتى اليوم .

ماهي مكانة المرأة العربية في العصور القديمة ، بدءاً من العصر الجاهلي ، ومروراً بالعصر الإسلامي ، وانتهاء بالعصر العباسي ؛ فالمرأة كانت عنصراً فعالاً في بناء الحضارة العربية ، وقد شهد الكثيرون لها وبتفوقها في هذا المجال الحيوي ، ومن الإجحاف نكران دورها المشهود أو نتناساها ونمحو صفحاتها المشرقة من سجل التاريخ فالتاريخ لا يغمط حقاً .

حيث برزت المرأة في العصر الجاهلي بأبيات من أشعار الشعراء ؛ ووُضعت في مكانة مرموقة بين الشعراء لذلك العصر، “أم جندب” مثالاً كان لها دور فاعل في عصرها ، وكان واضحاً في الجانب الاجتماعي وفي إصلاح المجتمع ، وناقدة ، و”الخنساء” مثالاً آخر يعزز قدرة المرأة على التأثير في مجتمعها والتأثر أيضا.

ثم انتقلن هؤلاء المؤثرات في بناء المجتمع من العصر الجاهلي  إلى صدر الإسلام ، رافقن مجتمعاتهم في الإصلاح ونشر الإسلام، وجاء العصر الأموي وحظيت المرأة بمكانة مرموقة ، انعكست فيها نشاطاتها الأدبية والفنية ؛ ففي العصر العباسي أو ما يسمى بالعصر الذهبي ، فقد كان عصر الانفتاح الثقافي ؛ شاركت فيه المرأة العربية في خدمة الأدب والمجتمع ، وأما الحضارة العباسية العريقة قويت فيها مكانة المرأة العربية، وفي تلك الفترة القديمة من تاريخ الأدب العربي كانت المرأة العربية تنصح وتنتقد وتبني حضارة ، وجديرة لأن تعاد صياغتها اليوم بشكل يليق بها وبمكانتها لتحتل الصدارة في تاريخ الأمة العربية كسالفتها في المجتمعات العربية القديمة التي أثبتت فيها المرأة دورها وقدرتها أن تتبوأ أدواراً وتحتل مواقع القرار .

ومن الملاحظ أن المرأة لعبت دوراً مهماً منذ بداية التاريخ العربي إنه إنجاز موثق جيداً في القصائد والنثر، لقد نشطت المرأة إلى جانب أخيها الرجل في صياغة اتجاه الحضارة العربية، كانت الأدلة وفيرة كما وجدت في أعمال العديد من العلماء والباحثين ، وأي محاولة لتجاهل جهودهن لن تنصف هذه الإنجازات. في فترة ما قبل الإسلام وبعده أيضاً

الخنساء شاعرة العرب وأم جندب التي اشتهرت بحكمها بين زوجها امرؤ القيس وعلقمة التميمي الشهيرة، كما ساهمن آخريات بجانبهن بشكل كبير في العصر الإسلامي ، ومهّد الدين الإسلامي الطريق أمامهن للمساهمة بشكل كبير، كانت زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه خير أمثلة على الأدوار الإصلاحية التي لعبوها في المجتمع والإمبراطورية الإسلامية، في العصر الأموي ، استمروا في الأنشطة المتعلقة بالأدب والفنون والنصح والإصلاح والتجارة. أما في العصر العباسي ، فبسبب الانفتاح الثقافي لتلك الفترة ، استمرت المرأة في المساهمة بتقدم الأدب والمجتمع، ومن الواضح أن المرأة كانت نشطة وتقدمية في تاريخ الأدب العربي.

إن مساهمتهن جديرة بتسليط الضؤ عليها ومنحها مكانة بارزة في تاريخ العرب.

حتى جاء دور المستعمرين الأوروبيين والغزوات التي استهدفت المجتمع العربي الذي بلغ في سموه حدّ الترف والاكتفاء بذاته ونالت من مجتمعاتنا ، حيث حاربوا الفكر العربي بالفكر الغربي الدخيل عبر الاستشراق حيث تعلموا العربية لغة وفكراً واستبدلوا أفكارنا  بأخرى دخيلة على مجتمعاتنا الفاضلة المتماسكة ونالوا منا بالفتن والمماحكات التي بذروها بفكر المجتمع عقب أن سلبوه قوته وهو العلم والثقافة والدين العروة الوثقى.

فضربت الثقافة بعصر الانحطاط وسرقت المخطوطات والكتب العربية من المكتبة العربية الكبرى التي كانت تحوي آلاف الكتب والمخطوطات عن البصريات وعلم الفلك والكيمياء والفيزياء وعلم الأحياء والرياضيات واللوغارثيمات والهندسة وعالم الحيوان والأدب العربي والشعر والخطابة الفلسفة علم الاجتماع والرسومات والنقوش والخط العربي بأنواعه وعلوم شتى زخرت بها المكتبة العربية بأسماء عربية مسلمة شكلت وعي المجتمع الإسلامي آنذاك وبنت حضارات لازالت آثارها موجودة حتى في أكبر متاحف العالم ،حيث تم نهبها فترات الغزو على مجتمعنا العربي ومنها ماهو لازال مطمورا بحاجة إلى بحث علمي لاستخراجه ، وعملوا على تأسيس الظلم بالمجتمعات العربية وإلزام المرأة بالعزلة خشية الفتنة والحقيقة منعها من العمل والعطاء حتى تصاب المجتمعات العربية بالشلل  ليعتمد على نصف المجتمع والآخر مشلول لقد ضرب الفكر الإسلامي حقا بالمستشرقيين الذين دأبوا على تلويث الفكر العربي بكتاباتهم المصدرة للمجتمع العربي والتي باسم الشرف اصطادوا الشرف العربي والنخوة العربية وباسم الدين نخروا الدين والعادات العربية المسلمة بأخرى ما أنزل الله بها من سلطان، وضعوا شروطا على حركة المرأة وهي التي كانت بعهد النبوة تعالج الجرحى كرفيدة أول طبيبة في الإسلام وتتوسط المعارك بقوة كخولة بنت الأزور التي بلت بلاء حسناً في المعارك الإسلامية وكانت تتاجر ببضاعتها مابين اليمن والشام وأقاصي الشرق كالسيدة خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها وغيرهن كثر في صدر الإسلام كان لهن شأن وبدورهن إلى جانب الرجل انشئت الحضارات وبنيت الممالك والدول الإسلامية وارتفع اسم المسلمين عالياً ولأننا وصلنا لهذه المنزلة الرفيعة وكان الغرب في العصر  الحجري بأسفل الدرك تآمروا على مجتمعاتنا وتعلموا لغتنا (المستشرقين) أخذوا منا العلوم ونسبوها لهم وأخذوا منا الدين الإسلامي الصحيح قانون ترتيب الحياة تعاملوا به وهم غير مسلمين وأعطونا قوانينهم الرثة ومجّدوها بالشعارات البرّاقة وصدّروها لنا والنتيجة هم الفالحون ونحن من تأخرنا عن ركب الحضارات .

قال النبي صلى الله عليه وسلم: {تعلموا لغة عدوكم}

ومن خلال سرد بعض التاريخ العربي حول المرأة العربية نجد أن للمرأة القدرة على العمل وأن تتبوأ مكانة مرموقة في صناعة السلام والقرار وبناء الحضارات وهاهي اليوم لازالت تقاوم لتجد فرصتها ثانية للعمل لرفع مجتمعاتها نحو الازدهار واستعادة مواقعها ودورها في صنع القرار من أجل السلام.

كل عام والمرأة في العالم العربي والغربي بخير والمرأة الجنوبية خاصة بكل خير،

٨ مارس يوم المرأة العالمي

زر الذهاب إلى الأعلى