مقالات وآراء

المواطن الجنوبي ما بين الفساد وغلاء المعيشة.

كتب : ندى عوبلي

لم يمر الجنوب قط بأوضاع كالأوضاع هذه التي استمرت من عام ١٩٩٤-٢٠٢٣ م  انحنى فيها ظهر الزمن من كثر ما مرّ عليه من ظلم وباطل لم تشهده عدن خاصة والجنوب بشكل عام وتكالبت أسوء الظروف على هذا الشعب المغلوب على أمره، قبح الله من كان السبب في صناعة هذه الظروف القذرة التي استفاد منها أرذل القوم وأعزتها أذلة بسبب سياسات إفقار عديمة الجدوى .

كنا من عقود مضت حتى في عهد الاستعمار البريطاني كانت  الأوضاع أجمل وأرقى في بلادي رغم قساوة المستعمر في استغلاله لثروات الوطن إلا أنه أرحم مليون مرة  من هذا الطاغية اليمني الذي جاء على كل ماهو راق وجميل في بلدي ابتداء بالإنسان وتغير أفكاره للتشدد والفساد وحتى مقدراته في أرضه حتى وصل الفساد كل مناحي الحياة وباتت الأسعار نارا أثقلت كاهل أرباب الأسر.

بالأمس كانت الأسر تضع ميزانية مصروفاتها  وتوزع الراتب (إيرادات الاسرة) إلى النفقات الأساسية التي تتم شهريا والخاصة وتتذخر  بعضا منها للأعياد ونفقات المدارس وجزء لحالات الطوارئ ولمواجهة صرفيات فجائية عبر ماتسمى (بالهكبة) كالبناء والترميم أو الزواج لأحد أفراد الأسرة هذا طبعا ماكنا عليه قبل عام ١٩٩٠ حتى ماقبل عام١٩٩٤ وبدأت الأحوال المادية تدخل نفق الأزمات والجرعات الاقتصادية المتتالية تدريجيا حتى وصل الحال اليوم إلى مايشبه العدم.

إن مسؤولية الدولة توفير متطلبات الشعب والخدمات العامة أولها التعليم  الصحة القضاء والأمن وكذا دعم المواد الغذائية للمواطن فالإنسان هو اغلى رأسمال إن أدرك قيادات البلد مسؤليتهم تجاه الشعب هذا في حالة وجود قيادات وطنية تشعر بالمسؤولية وواجباتها تجاه الرعية ، لكن في ظل حكومة الفساد والمفسدين يبقى الحال هو الاستفادة من الكرسي ونهب مخصصات البلد وإيرادات البلد والهبات المقدمة للشعب للصالح الخاص ويا بخت من وصل لكرسي الحكومة ونال العناية من القيادات الأكبر فنراه قد تحسنت أوضاعه المادية والمعيشية والاجتماعية يسافر الأقطار وأسرته حتى أطفاله تلقى  العناية والدلال بحكم موقع بابا حتى السيارات بيد أولادهم الشباب حديثي السن والمواطن الكادح له الله.

إن الفساد نخر المجتمع حتى صار الوطن كسيحا كفيفا ويبقى الأمل قائما في الرجال ذوات الهمة والعزيمة والشعب المقاوم لتغيير هذا الوضع البائس ، أيعقل أرض خصبة ومليئة بالخيرات أعظم أهله جوعى لا يقتاتون مايسد رمقهم ؟!! تداعت معها وبقسوة أشد أيام السبعينات وشعار شد البطون الخاوية بالأحزمة مع الفارق أن السبعينات كان الحاكم والمحكوم بذات الوضع عكس اليوم نرى بذخا سافرا للقيادات من كان أغلبهم في أسفل الدرج وضمن كيانات رثة منافية للوطنية والحق ومن الجانب الآخر نرى فقرا مدقعا من نصيب الشعب الصابر على مضض، وهو يعاني الأمرين من سياسة عقيمة لا تهدف إلى تحسين الوضع بل زادته سوءً حتى صار قيمة الريال لا يساوي أمام العملات شيئاً ، وبات المواطن مخنوقاً لا يقدر أن يفي بمطالب أسرته الصغيرة يقف عاجزا أن يعالج المريض منهم أو يزوج أحد أبنائه إلا بشق النفس هذا إذا استطاع أن يؤدي واجبه تجاه أولاده بصعوبة.

إن هذا الوضع لا يطاق يا سادة إن الناس مابين مكتئب وصل حد الجنون وبين جائع عزيز نفس بطنه وأولاده مطوية على نفسها ، وقال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب : {عجبت لمن بات أهل بيته جياع ولم يخرج شاهراً سيفه}  إنها صرخة بوجه الظالمين، ويقينا فإن ظصبر الشعب نافذاً فلا تختبروا صبره فقد يثور بركانه الهادر فجأة  والذي لن يبقى ولن يذر حينها ستدبرون خيفة أن يلحقكم لعنة الشعب إن بلغ غضبه وقد كاد أن يصل حد الهيجان .

ونقترح بدلا أن تسلموا الموظف راتبه الذي لا يساوي ملاليم أن تجعلوا الراتب عبارة عن سلة غذائية تلبي حاجيات الأسر اليومية وترتيب وضعه بالمستشفيات للعلاج عند الحاجة وملابس العيد والمدارس حسب شهادات الميلاد للأسرة  فالشعب لا يريد غير الحفاظ على عيشته بكرامة وعزة

فلتختر الحكومة أما تلبية طلبات الشعب كاملة وأما دفع الرواتب بما يوازي متطلباته وبالعملة الصعبة

وإلا فلتحذر الحكومة من العواقب ، فصبر الشعب له حدود.

زر الذهاب إلى الأعلى