مقالات وآراء

قراءة عامة مختصرة للاتفاق السعودي الإيراني وتأثيره على المشهد الجنوبي

كتب: أكرم القريشي

مقدمة:
دولتان عربية واسلامية لها تأثيرها في الشؤون الإقليمية والدولية
التقت المملكة العربية السعودية ودولة ايران الإسلامية في مفاوضات من شأنها بدء مرحلة جديدة وعودة علاقاتهما الدبلوماسية بعد انقطاعها لمدة. ووقعتا على ذلك لتلقي بضلال تلك الاتفاقيات على مجمل القضايا العالقة بينهما بشكل خاص وللمنطقة بشكل عام.
هذا الاتفاق الكبير لاقى اهتماما اقليميا ودوليا بشكل أوسع وكبير.
ولدور تلك الدولتين وتأثيرهما الكبير في القضايا الدولية وما توضحه من ما هو قادم أمام الأنظمة الدولية.
وكذلك في الشأن المحلي والاقليمي تظهر لنا عدة استفسارات :
موافقة المملكة العربية السعودية على هذا التحول هل سيؤثر على واقع المشهد الجنوبي؟
وما الفارق الذي تحول او سيتحول على الساحة الجنوبية قبل وبعد ذلك الاتفاق؟
ما الذي ستجنيه الدولة الجنوبية من خلال اتفاق تلك الاطراف؟
وهل سيكون للمملكة العربية السعودية موقف آخر وردة فعل اخرى تشهدها الساحة الجنوبية والقضية الجنوبية؟

– في البداية مايتظمنه ذلك الاتفاق

اذا قراءنا البنود المهمة في ذلك الاتفاق نجد ان كل ما اشتملة عليه يدور في مصلحة البلدين اللذين وقعتا ذلك الاتفاق كما ان ما دون ذلك سيصبح مبهما من خلال تعلقه بجدية تلك الدول.
كما ان مضمون السياسة بين الدولتين لم يبدي اي موقق سابق تجاه قضية الشعب الجنوبي والتي تتمثل في استعادة دولتة المستقلة.
وكذلك فأن ايران لم تبدي اي توضيح في عدم تدخلها بالشأن الداخلي لدول المنطقه وتحديدا اليمن بشكل عام والجنوب بشكل خاص لذا من المتوقع من ان تبقى المليشيات الحوثية ذراع ايران في اليمن في سريان دائم بشن هجماتها على المناطق الجنوبية وبالدعم الذي تلقتة من ايران

ثانيا: اسباب ودوافع توقيع المملكة لذلك الاتفاق

من تلك الاسباب التي دفعت بالمملكة العربية السعودية لتوقيع الاتفاق تعزيز مصالحها اقليميا ودوليا وهذا لابد ان يرتبط بمدى مصلحتها من دولة الجنوب وهو ايضا من الامور التي تضعها المملكة العربية السعودية تحت الستار.
كما ان من تلك الدوافع مايسهم في تراجع معدل الهجمات الحوثية عليها بغض النظر على تكثيف تلك الهجمات على المناطق الجنوبية والذي قد تتجلى الصورة في الدخول بحلها لاحقا.

ثالثا: ردة الفعل تجاه ذلك الاتفاق

طبعا وليس بغريب سيكون ردة فعل الشعب الجنوبي وقيادتة السياسية مرحبا ترحيبا حارا بتلك الخطوة التي يرى من خلالها بريق أمل في حل قضيتة بعد ان تم تجاهلها في العديد من الخطوات السابقة واطالة الامد في تحقيق تلك القضية على الرغم من ارتباط الامر في جدية ونوايا تلك الدول على ماتم الاتفاق عليه.
رابعا: احتمال التداعيات

هناك الكثير من القضايا محل خلاف بين الدولتين السعودية والايرانية والتي ستظهر مدى جدية تلك الدول في حلها وذلك يرجع إلى مدى قدرة الدولة الضامنة لذلك الاتفاق وهي دولة الصين في الضغط لتنفيذ ذلك الاتفاق.
من تلك التداعيات والتي ستكون بمثابة امتحان لصدق النوايا حلحلة تعقيدات المشهد الجنوبي وذلك بسبب الدور الإيراني في دعم الجماعة الحوثية والذي يعزز من سلطتها وتهميش الدولة الجنوبية التي وصلت إلى أعلى مستوى من الاعتراف بها دوليا ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي وهذا ماقد سيسهم الاتفاق في تحويله حسب اغلب التصورات المطروحة.

في الأخير
تختلف الرؤوى في تحليل وقراءة ما تم الاتفاق عليه بين الدولتين السعودية والايرانية واثره على المشهد الجنوبي إلا أن هذا ملخصا بسيط قد يتحول بتحول الواقع الذي سنلاحظه كما أن الأمور تتجسد بمدى العلاقات المرتبطة بين الدولة الجنوبية وعلاقاتها بدول الإقليم والعالم.

زر الذهاب إلى الأعلى