أن نتطور شكلياً بدون وعي مصاحب.. ماذا يعني؟

كتب: توفيق دعبان
نحن مجتمعات تقليدية وفي الغالب قروية لنا مبادئ وثوابت هي أساس حياتنا ووجودنا، وكثير من الأشياء الشكلية التي نمارسها ونكتسبها على أساس أنها تطور، هي في الحقيقة أكبر من مستوانا أو بالأصح لاتصلح لنا، ولكنها أدخلت علينا لأغراض مادية عائدة لأصحابها.
لأن التطور الشكلي يجب ان يصاحبه تطور في الوعي والفكر،بمعنى أنه عندنا اشتري جوال بمبلغ ألف دولار أمريكي يفترض أن أكون فاهم ماهو الجوال؟ ولماذا صنع؟ وماهي استخداماته الصحيحة بالنسبة لي؟ ولن ابالغ واقول كيف تم صنعاته، لأن هذه مسألة علمية وليست مسألة وعي .
وطبعاً هناك فرق بين أن تتواكب او تتأقلم مع أمور وظواهر لست مقتنع بها ولكنك مجبر لمسايرة الواقع، وبين مسألة الإيمان المطلق بأن كل مايطرأ على المجتمع من جهة (العالم المتقدم) هو تطور ويجب وأتباعه بتطرف واندفاع ودون تدبر ومراجعة.
وهذا لايعني ان نقف أمام عجلة التطور، لكن القصد هو ان نفهم ماهو الفرق بين التطور الشكلي والجوهري، ونحاول كسب أكبر قدر ممكن من الوعي والمعرفة الجوهرية تجاه كل ما نعتبرها خطوة تطور في حياتنا.
اما ان نستمر بلانتفاخ في التطور الشكلي والمظاهر والتقليد في ظل تراجع الوعي المعرفي ولو في أدنى حدوده، فهذا سيؤدي بنا إلى ضياع قيمي وانفصام سلوكي جمعي لاسمح الله.