مقالات وآراء

قتل النساء جرائم نكراء ..

كتب : ماجد الطاهري

النساء منذ الأزل كـُنَّ وما زِلنَ شقائق الرجال، ومصانع ولّادة بالأجيال، ومدارس لإعداد وتنشئة الأبطال،المرأة النصف الثاني للرجل، سنده وسكناه وسكينته، هُـنَّ وصية الرب في السماء، ووصيّة رسوله في الأرض إذ قال لنا : استوصوا بالنساء خيرا ، وقال : ما أكرمهنَّ إلا كريم وما أهانهنَّ إلا لئيم.

المرأة كتلة من الأحاسيس المرهفة، والمشاعر الجياشة بالعاطفة، فهي بطبيعة الحال مخلوق ضعيف أمام مجتمع ذكوري متسلط وعنيف، تعيش في ظل خوف وقلق مستمر بمجرد أن تخطو أول خطوة من عتبة دارها،وهذا يلقي بظلاله لمخرجات واقع مرير يقاسي فيه الرجل من ويلات الحروب والصراعات ، ويطاله الظلم ويتملك منه القهر،وتتقاذفه الأهواء نحو سحيق الأفعال والأقوال المنكرة ، فلا ضمير يؤنب، ولا قانون يردع، ولا عادات أو تقاليد باتت قادرة على منع ارتكاب جريمة منكرة في وضح النهار وأمام الناس يُعتدي فيها على امرأة ضعيفة وغير قادرة على المواجهة من قِبَل رجل ترصدها ثم بادر نحوها مستلاً خنجرا ليغرزه في جسدها أو قنبلة تحولها أشلاء، تتكرر الجريمة ، وتتعدد المبررات (شخص محبب-يعاني من حالة نفسية-وآخر بدعوى الحب والغرام) ولعمري ما سمعت ولا قرأت في سير المحبين قديما وصولا إلى جيل الأجداد والآباء عن إمرئ أقدم على نحر محبوبته لأنها رفضته أو تزوجت بغيره، وحتى المختلين عقليا والمصابين بالحالات النفسية خلال تلك الفترة لم نسمع عن أحدهم يوما أنه أقدم على قتل امرأة عبثا ، وفي وضح النهار وأمام عامة الناس!.

القتل دون ذنب محرم شرعا وقانونا،وأعظم منه قتل امرأة ضعيفة مسكينة ، فذلك مدان أخلاقيا بل يُعد عيبا أسوداً يلحق العار بفاعله بحسب العادات والتقاليد، فما بالنا اليوم تُقتل النساء في الشوارع وداخل المحلات وأمام الجامعات! هل انسلخت منا قيمنا وأخلاقنا، وابتعدنا عن دين ربنا، أين ذهبت نخوتنا وأين ضاعت مروءتنا في ظل هذا المشهد المستفز، ثم ما هو السبيل لمواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا وشعبنا،وما هو دورنا كأفراد، ومؤسسات، وخطباء مساجد، ورجال صحافة وإعلاميين، ألا نتكاتف جميعا بالاشتراك مع أجهزة الدولة الأمنية والقضائية بنشر الوعي وعمل دراسات شاملة حول أسباب ظهور وتنامي مثل تلكم الظواهر الإجرامية الدخيلة والدنيئة، ومن ثم الخروج بقرارات وتوصيات ونتائج تُمكننا من احتوائها والقضاء عليها ليعشنَ حرائر الجنوب- من أمهات وأخوات شقيقات وزوجات وبنات بعد ذلك في كنف مجتمع سليم يسوده العدل وتحيط به الطمأنينة والسكينة والمحبة والسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى