مقالات وآراء

اصحوا من سباتكم لكي لا نكون أمة مفسرة للأحلام ..

كتب : سالم حسين الربيـزي

اسمحوا لي بأن أتحدث بشيئ بسيط تعبيرا عن شعوري وخاطري المحزون عن ما يجري في غزة ، فلا أقدر على التطرق إلى شرح التفاصيل أكثر ما أبوح بالآهات والأنين الذي تتدفق كل يوم بنوع جديد من المآسي والإبادة الجماعية التي تنقلها عدسات الكاميرا دون توقف ، فهي تستكن في الحشا تحت أضلعي بنار محرقة.

فكيف وأنا بعيداً عن دوي الانفجارات التي تتوارى بكل دقيقة لاتترك أحدا من الأطفال والنساء حتى الشجر والحجر لها نصيب من صواريخ الطائرات وقذائف المدفعية التي تدوي ضجيجاً ، فمتى يكون تقديم الطعام لأطفال غزة والسماء تمطر بصواريخ تهدم المشافي والثكنات حتى الأرصفة الذي اتخذوها مأوى تتعرض للقصف البربري تتصاعد ألسنة الدخان في سماء قطاع غـزة منظر مؤسف ومخيف ما نشاهده من هدم وتدمير للبنية التحتية ، والعالم يتفرج على غزة كانها ليس جزء من العالم ،

وللأسف أن بعض الدول العربية يستقبلون وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ويسلمون عليه بالتحية ويداه ملطخة بدماء أطفال غزة ، وهو عائد من تل أبيب كانت برفقته حاملة الطائرات الأمريكية الثانية آيزنهاور إلى البحر المتوسط على متنها الدعم اللوجستي وأنواع جديدة من الطائرات ، لهدم ما تبقى من غزة ولكنها كانت مفاجأة مدوية من وزير التراث اليهودي إلياهو الذي قال إن هذا الدعم لايكفي نريد إنهاء غزة بالقنبلة النووية.

والوزير الأمريكي بلينكن يتحدث من داخل البلدان العربية يقول من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ، ولم يقل على إسرائيل أن تكُف عن هدم الأحياء السكنية لتجنب إراقة دماء الأبرياء على الأقل كلمة ولو جبر خاطر ما هذه البجاحة ، فلماذا اتيت تؤكد للعرب أن إسرائيل على حق أو لتبرير موقف حكومتك المخزي أمام الأحرار الذين يوقفون أمام البيت الأسود احتجاجا على دعمكم والمشاركة مع الكيان الصهيوني في قتل الأطفال قبح الله وجه من يستقبلك ويمد يديه ليديك الملطخة بدماء الأبرياء التي لاتستاهل التحية والأمان فوق التراب العربي الطاهر وأطفال غـزة يفترشون على الأرصفة في العراء بدون مأوى، هذه الخيانة العظمى لصداقتكم للعرب ، لقد غرستم الكراهية لأجيال أجيالنا معمدة بـالدماء التي سفكت في غزة.

ولكن هذه تكون لنا صحوة نعرف العدو من الصديق لكي لاننجر إلى الشعارات الرنانة والمزيفة التي انتهى مضمونها في حربكم الشعواء على غزة ، وهذه ستكون للأمة العربية موعظة ليس بعدها ولاقبلها سوى أن الكلاب المسعورة سوف تتكالب من كل حدب وصوب تبطش تقتل تشرد تسجن ، فأين كان يتوه العقل العربي من إباحة دماء الشعب الفلسطيني منذ عام ثمانية وأربعين، ولأن نقول عفوا لقد انتهت صلاحية مفعول لحم الخنزير من أجسادنا الذي أكلناه مجففاً في إحدى المنتجات المستوردة من الغرب وأتباعها.

ولكن نقول لابأس أن تأتي متاخراً خيرا من ان لاتأتي، افيقوا من سبات الذل الذي سيلاحقنا إلى يوم البعث والنشور وسيكون في أرض فلسطين إن كنتم لا تعلمون ، انتفضوا بالصحوة نريدها أن تكفَر عن سباتنا العميق بعد ترك الأرض التي سكَن فيها الأنبياء للاحتلال الصهيوني، لا نريدها مجرد ساعة غضب ، وتنتهي امنعوا الزيارات المهدئة لامتصاص الغضب التي تريد أمريكا تبرير نفسها فهي شريكة في إبادة أبناء غـزة، إلى هُنأ وكفى اصحوا من سباتكم لكي لانكون كلنا مفسرين للأحلام ، لأننا أمة عربية نائمة.

زر الذهاب إلى الأعلى