سنتحرر أيها الأشقاء!

كتب : عزيز العيدروس
سبق وإن أعلنا فك ارتباطنا مع العربية اليمنية بعد سنوات ثلاث من الاتحاد مباشرة والأكثر عند فرضها بالقوة في صيف 94 م ومرت خطوات إعلان فك ارتباطنا معهم بخطوات فعلية شابها الغموض والسرية بداية ، فتدرجت لحتى إعلان ثورتنا السلمية ثم تشكيل المقاومة والشروع بالمجابهة والكفاح المشروع، ولم نكن نعلم مابعد صيف 94 المشؤوم ولا منذ 2007م عند انطلاق ثورتنا العلنية السلمية المباركة ولا عند غزو عدن وضربها بالطيران في مارس 2015م وإعلان مقاومتنا المسلحة، لم يكن لدينا أدنى علم عن قيام عاصفة الحزم من قبل الأشقاء في التحالف العربي ضد طرف الانقلاب الذي تقلد زمام حكم صنعاء.
كفاحنا كان مستمرا ضد فارضي الوحدة الإجبارية علينا قسراً، ناهبي ثورات وطننا الجنوبي، مهمشي كوادره، مدمري مؤسساته وبناه التحتية.
لقد كان من محاسن الصدف ( إذا جاز التعبير ) أن نجد لفيفا من الأشقاء في حلف عربي أن وجهوا ضربة عسكرية – للانقلابيين بنظرهم، الغزاة بنظرنا- وكمد فارسي يمس أمننا الإقليمي كعرب جميعاً، واستمرينا نكن الحب والولاء للأخوة الاشقاء كونهم من يقودون التحالف العربي الذي نندرج تحت لوائه.
ومع أن العدو واحد مع اختلاف أساليب المواجهة فقد أسهم التحالف العربي بشكل كلي في شل قوة العدو الجوية، وتمكنت مقاومتنا الجنوبية من تحقيق انتصارات عريضة تمثلت في سحق مليشيات العدو على الأرض ولاسيما في المناطق الجنوبية بداية الأمر .
بلا أدنى شك أثناء سير العمليات الحربية كان هناك تنسيق وغرف عمليات مشتركة شارك فيها قيادات عسكرية وسياسية جنوبية كبيرة بجانب قيادات التحالف من الأشقاء العرب، كان الغرض الأبرز منها هو كسر شوكة العدو والانتصار عليه.
وللحقيقة لم تكن هناك مواثيق شراكة لخوض الحرب أو تحدد أهداف مابعد الانتصار إلا أن لكل طرف أهدافه المرسومة مسبقاً وهي إعادة شرعية حكم الدولة اليمنية عند الأشقاء ، والمضي قدماً لنيل الحرية والاستقلال عندنا كجنوبيين، تشعبت الأحداث وأطراف تحسب على الشرعية بانت نواياها في إطالة أمد الحرب وتأخير الحسم، وأثبت الطرف الجنوبي حسن نواياه بمشاركة التحالف العربي كقوة قتالية تصنع انتصارات على الأرض حتى ماوراء الحدود داخل الأراضي العربية اليمنية.
كما أسلفنا كانت المشاركة تقتصر على الجانب العسكري ولم تتطرق لبحث أي استحقاقات سياسية مابعدها خصوصاً لنا كجنوبيين، فلاتثريب على الأشقاء في التحالف العربي أن استمروا على هدف تدخلهم العسكري لإعادة شرعية اليمن ، فهذا مبرر لهدفهم الذي فرض تدخلهم الحربي، كذلك نملك كامل الأحقية في الاستمرار بكفاحنا حتى نيل استقلال بلدنا، فليس هناك تعارض أن يعيد التحالف شرعية حكم اليمن بالقضاء على المنقلبين عليه وبين أن نحصل على استقلالنا بفك ارتباطنا عن عربيتهم اليمنية.
كما يرى العامة من الشعب الجنوبي أن من الواجب على الأشقاء أن يبدو حسن النوايا كبوادر اعتراف بإعادة دولتنا نظير ما قدمناه من قوافل شهداء في قافلة حماية المشروع العربي وكسر المد الفارسي، نرى كذلك كمتنورين أن لايقحم التحالف قضية تحرير الجنوب بدوره في القضاء على الانقلابيين الحوثيين، فلا توجد أدنى الصلات بين القضيتين، – فك ارتباط شعب و قضاء على عصابة انقلاب- إلا أنه من الأولويات التي بات وأن تدخل فيها الأشقاء العرب باليمن بشكل عام فمن الأجدر أن تسهم بفك ارتباط الشعبين والقضاء على مليشيات حوثية تمردت على الحكم.
اما إذا أراد الأخوة في الحلف العربي تنفيذ هدفهم الأحادي وهو إعادة الشرعية لحكم اليمن، فليس من مانع أمامنا أن نستمر وبكافة الوسائل المتاحة تحقيق هدفنا المنشود وهو نيل الحرية وفك ارتباط شعبنا وجغرافيتنا عن شعب وأراضي العربية اليمنية الشمالية.