ارفعوا قدر المعلم وأوقفوا الإضراب حتى لا يسقط التعليم.

كتب: وليد البارك
الحمد لله المُعين ، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، من أرسله الله رحمة للعالمين
وبعد….
لقد كرم ديننا الإسلامي المعلمين، وشدد على الإلتزام بعلمهم وتعاليمهم.
ولا يزال التاريخ يعظّم المعلمين ويعلو من شأنهم لأكثر من ثلاثة آلاف عام.
ولا تمر على هذه الدنيا حضارة ولا فلسفة ولا دولة ولا علم، إلا وأعطأ للمعلمين المقام العالي، والمنزل الرفيع.
لأهمية الدور الذي يلعبونه في تنشئة النشئ، وتربيتهم على كل ما يقوّم شخصية الإنسان ويحسن أدائها، وينمي فاعليتها في المجتمع، ويؤمن عطائها الديني والدنيوي.
ولا يزال علماء التربية يحرصون ويؤكدن على المتطلبات الخَلْقية والخُلُقية الواجب توافرها في المربي..
لما لوظيفته السامية من مقامٍ وحساسيةٍ ومكانة.
وعليه فقد استحق المعلم والفني والإداري في حقل التربية والتعليم كل التقدير والاحترام والاكرام..
وما وصلنا إليه في وقتنا الراهن من معاناة إلا لتداعيات وأسباب ومظاهر سابقة ولاحقة، أدت لما أدت إليه اليوم .
ولا نزال نضرب ونشجب ونطالب بحقوقنا ومستحقاتنا ولم تثمر.
ولم يبقى لنا من ثمرٍ إلا مستقبل أولادنا الضئيل، الذي نخشى عليه، والأمر لله من قبل ومن بعد، وهو المدبر وهو خير الرازقين.
ولن يضر الإضراب إلا أبناءنا وبناتنا، دون سواهم.
لذلك من المستفيد من الإضراب ومن الخاسر ؟؟؟!!!!!
ربما كان الدفع للإضراب للإضراب فقط، ونحن نضرب لنحرم أبناؤنا من التعليم، إضافة إلى قلة التحصيل العلمي لديهم حصيل الدراسة..
وقد حبانا الله بهذه المسؤولية والوظيفة واكرمنا بها.
لذلك فأنا ادعوا بصورة عامة إلى فك الإضراب من يوم غدٍ الأحد، في جميع مدارس المحافظة، لحتى لا نمكن من يريد الدفع بنا إلى الإضراب لغايةٍ لا وسيلة. ولربما لتكتيك سياسي أو إقتصادي لهدفٍ أو لآخر.
كما أدعو بصورة خاصة نفسي وكل زملائنا في التوجيه التربوي، المركزي والمحلي(دعوة تربوية أخوية اجتماعية، غير رسمية) إلى مساندة المعلمين والإداريين في الميدان التربوي، بكل ما تعني المساندة المهنية الأخلاقية الفاعلة.
وما كان الله ليضيع أجر المحسنين.
فقد أصبح مثلنا والتعليم في بلادنا، كمثلِ رجلٍ يرعى رعيةٍ، أصابه الضعف والمرض والجوع، فأصبح لا يقوى على القيام من تلقاء نفسه، فإن أعانه من رعيته أهله وذويه واطعموه وساندوه، قام واعتمد للنهوض، حتى يقف على شأنهم، وإن تركوه ترنح حتى يسقط، فيغمى عليه، ثم تتقطع أنفاسه واحد بعد الآخر حتى يهلك، وتعدوا عليه الزواحف والهوام، ويهلكوا معه.
وإن التعليم أوشك على السقوط إن لم نسنده للوقوف، فيصبح في الكتاتيب والمساجد إن وجد !!!
والسلام عليكم ورحمة الله.
2024/1/27م.