مقالات وآراء

فرصة ذهبية إحالة

كتب: فاطمة امزيل

هي فرصة ذهبية للمسلمين كي يبرهنوا عن غيرتهم على دينهم ومقدساتهم وعلى قطعة من الجسد العربي الإسلامي، تلك القطعة التي ابتلاها الله وابتلانا بابتلائها، وهي أرض فلسطين المحتلة.

هي فرصة ذهبية لتوحيد الصفوف والبرهنة على قوة وعزة المسلمين وهم نسبة وافرة في العالم، ورفع الألوية وإعلاء الأعلام العربية الإسلامية تحت شعار موحد، وفي صف موحد، وبصوت موحد ونبض قلب واحد.

هي فرصة ذهبية للجهاد ونصرة إخواننا الفلسطينيين وتطهير أرضهم، أرض الإسراء، من دنس العدوان الصهيوني الغادر، ففي نصرة الأرض المقدسة وأهلها نصرة الدين، ونصرة وتجديد العهد الذي خطه صلاح الدين وكل الأبطال في عهد غير بعيد.

هي فرصة ذهبية لبناء صرح الوحدة وتوطيده بالعزم والعزيمة، وبذل كل الطاقات التي سكنت لأزمنة عتيقة، واستكانت لتوافه الدنيا والتبارز والتفاخر في الألقاب والأزياء والحقائب.

هي فرصة ذهبية لنقول كلمة الحق ونحقه، ونرسم حروفنا على جروح العدو المعاند.

هي فرصة ذهبية لرفع الظلم والذل والهوان عن أمة هي خير أمة أخرجت للناس، أمة أعزها الله بالإسلام، وأهانت نفسها وأهانت دينها بالخضوع والتجاهل، ونحن نعلم أن القضية الفلسطينية قضية عقيدة، والتخلي عن الواجب إزاءها هو التخلي عن العقيدة وعن الواجب اتجاه التراب العربي الإسلامي، واتجاه الدين الإسلامي، واتجاه المقدسات التي هي أمانة بين أيدينا.

هي فرصة ذهبية لنحيي ذلك النبض وتلك الأنفاس الصادقة الطاهرة الوفية لعهد الله، ونحن في زمن التكنولوجيا وتطور المعدات الحربية والتقنيات العلمية، ونحن نملك الثروات الفاحشة وناصية عالم المال بأيدينا، وكل القوة نملكها ولا نحسن توجيهها والتصرف فيها لنملك العالم، بل نمررها إلى عدو يستعملها ضدنا، يستضعفنا، ويحاربنا بأيدينا، فنكون كالذي يصفع وجهه بكفه. أنفاسنا تتلاشى وقلوبنا تموت.

هي فرصة ذهبية لنا لنقول هانحن ذا لكن القدم التي ينبغي أن تكون ثابتة تزل، والصوت الذي ينبغي أن يكون صادحا يخرس، والشهامة التي كنا نتغنى بها اندثرت، فأصبحت الفرصة الذهبية عار وهوان لنا وفرصة لا تعوض لهم.

أقول لإخواننا في غزة وفي كل فلسطين المحتلة:

قلوبنا لم تعد تخفق من شدة الحزن والألم،
والجفون عافها النوم من شدة الخجل والندم
الأرض في دمائها صارخة، ولا من يسمع صراخها؟
والآذان لاهية والقراطيس سطورها سم في دسم.

اللهم انصر إخواننا في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى