مقالات وآراء

تفاوت المستوى المادي وأثره في العلاقات الاجتماعية

كتب: عيشة صالح

في كل زاوية من زوايا هذا العالم، نجد تفاوتًا في المستويات المادية بين الناس، تفاوتٌ قد يكون جليًا في أحيان وخفيًا في أحيان أخرى، لكنه موجود دائمًا كظل لا يفارق حياتنا اليومية. التعليم، والثروة الموروثة، والسياسات الاقتصادية، وحتى الجغرافيا، كلها عوامل تساهم في رسم هذه الفجوة بين الفقراء والأغنياء. ومجتمعنا في عدن بالذات تنامت فيه هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، واتسعت الهوة بين أفراد المجتمع، وأصبحت الفوارق الاجتماعية ملحوظة أكثر من السابق.

نرى هذا التفاوت في نظرات الحسد والتوتر بين الجيران، في العزلة الاجتماعية التي يعيشها البعض، وفي انعدام الثقة الذي يتغلغل في العلاقات بين الناس. كم من صداقة تحطمت تحت وطأة الفوارق المادية، وكم من علاقة أسرية تآكلت بفعل الغيرة والتمييز.
استسلم البعض لهذا الواقع، لكن الجيل الجديد ما زال يطمح ويحاول تجاوز العثرات ويأبى أن يكون على هامش المجتمع، نأى بنفسه بعيدا عن الاسترزاق الوقتي وبيع الوهم بالولاءات، والبسط و”التهبيش”، ولجأ إلى التعليم لتفتح له أبواب الفرص، والمبادرات المجتمعية التي تدعم من هم أقل حظًا.

فليكن المجتمع داعما لهؤلاء الشباب، ولا يسمح بالسطو على هذه الفرص كذلك، وتعزيز التكاتف والتعاون، بدلاً من التفرقة والعزلة. لنساهم جميعًا في بناء مجتمع يتجاوز الفوارق المادية، مجتمع تسوده العدالة والمساواة، وتزهر فيه العلاقات الإنسانية بعيدًا عن قيود المال والثروة والطبقات.

زر الذهاب إلى الأعلى