مقالات وآراء

هل بدأ الشعب الجنوبي ينتفض ليسترد دولته؟

كتب: أنور الرشيد

ما حدث في قاعة من المفترض أن يكون بها العليمي ليتحدث بأمر ما ولكن مقاطعة الحاضرين من ماجدات الجنوب ورفعهن علم الجنوب بوجهه مع أهزوجة ساخرة عن الفول إشارة إلى ما طرحه العليمي ومن ثم هروبه من القاعة وسيطرة الجنوبيين رجال ونساء على القاعة وتمزيق الملصق لهو دليل قاطع بأن مرحلة جديدة من تاريخ الجنوب قد سُطرت.

إن ما حدث ما هو إلا بداية كانت كل مؤشرات الانتفاضة واضحة لي من زمان نتيجة للاحتقان في الموقف المتردد والمرتعش للانتقالي، لذلك نصحته بأكثر من مناسبة بأن لا يخسر الدعم الشعبي له ولكن ما حدث اليوم ما هو إلا شرارة لانطلاق حسم عودة دولة الجنوب شعبياً بعيداً عن أي حساسيات سياسية وأحزاب وتنظيمات وفعاليات بما فيهم المجلس الانتقالي.

الشعب الجنوبي بعدما ذاق الأمُرين لم يجد أمامه غير اقتحام تلك القاعة لإيصال صوته لمن لايُريد سماع أنين الشعب الجنوبي.

اليوم أعتقد بأنه يوم سيخلده التاريخ كونه اليوم الذي تحرك به الشعب الجنوبي بشكل لا لبس به ولن ينتظر أحد أن يحرره ويعيد دولته وهذا الأمر إن لم يتدخل الانتقالي بهذه اللحظات التاريخية الحاسمة للوقوف مع شعبه المنتفض سيخسر ما تبقى له من رصيد شعبي والمؤكد ستبرز قيادة جديدة تعبئ الفراغ الذي تركه الانتقالي مع احترامي وتقديري له ولكل قياداته.

إن القيادة هي القيادة التي تقود الشعب لتحقيق تطلعاته والشعب الجنوبي انتظر طويلاً ليرى ما الذي يمكن أن تفعله قيادة الانتقالي ولكن- مع الأسف- وعلى ما يبد لي فقد نفذ صبر الشعب الجنوبي ولم يعد قادراً على تحمل المزيد من المعاناة التي يعانيها في كل لحظة.

فهل سيستثمر ذلك الانتقالي ويحسم الأمر لتحقيق رغبة الشعب الجنوبي الذي ينتفض بهذه اللحظة أم أنه سيقف متفرجاً على سقوط المزيد من الشعب الجنوبي كضحايا لسياسة أكل العنب حبه حبه؟

هذا ما لا آمله ولم يعد في الوقت متسع لتدارك الأمر إن خسر الانتقالي رصيده الشعبي هذا إن لم يكن قد خسره بالفعل.

زر الذهاب إلى الأعلى