وقفة على أهم عوامل نجاح ثورة أكتوبر
كتب: الأستاذ محسن صالح حسين
في مثل هذا اليوم من العام ١٩٦٣ توهجت في سماء الجنوب وبالتحديد من جبال ردفان الابية الشرارة الاولى لثورة الرابع عشر من اكتوبر الخالدة تحت راية وقيادة تنظيم الجبهة القومية انذاك ومشاركة العديد من رجال القبائل والاحرار الجنوبيين من كل مناطق الجنوب .
وفي هذه المناسبة الخالدة من حياة شعبنا الثائر اتقدم بخالص التهاني والتبريكات الى شعبنا العظيم والى قيادتنا السياسية والعسكرية والى رجال العلم والثقافة والمكونات الاجتماعية والنقابات العمالية والطلابية وقطاع المراة وكل الاحرار والمناضلين الذين كان لهم شرف المساهمة والمشاركة في صنع هذا الحدث العظيم . وأترحم على كل شهداء الثورة الاكتوبرية الذين قدموا أرواحهم على أكفهم فداء لشعبهم وحريته وكرامته .
ان ثورة الرابع عشر من اكتوبر من العام ١٩٦٣ م ما كان لها ان تنتصر على اكبر امبراطوية استعمارية في العالم في ذلك الوقت الا بعد ان نضجت ظروفها الموضوعية والذاتية والذي بدونها لايمكن لاي ثورة في العالم ان تصل الى تحقيق اهدافها المنشودة .ومن ذلك الارهاصات التي سبقت انطلاق الثورة والمتمثلة بالانتفاضات الشعبية والقبلية التي سبقتها في كل مناطق الجنوب في يافع وردفان والضالع وبيحان والعواذل وقبائل العوالق وحضرموت والمناطق الوسطى واهمها واكثرها قوة وتنظيم تلك الانتفاضات في مستعمرة عدن تحت قيادة النقابات العمالية والطلابية وشاركت فيها المرأة بشكل فاعل ومؤثر .
ان نجاح الانطلاقة الأولى قد توفرت لها عوامل عديدة لعل اهمها وابرزها :
١- وحدة الهدف .
٢-وحدة القيادة .
٣- التفاف الشعب حولها .
٤-وحدة القرار .
٥ -السرية التامة .
٦-تأمين الدعم الداخلي والخارجي للثورة وخاصة من مصر بقيادة عبدالناصر .
وانتصرت الثورة وتحقق الاستقلال الناجز بعد خمس سنوات من الكفاح المسلح والنضال الثوري والسياسي وكان ال ٣٠ من نوفمبر من العام ٦٧ م يوم الاستقلال وميلاد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية .
فما احوجنا اليوم وشعبنا يخوض معركته وثورته الثانية للاستقلال الثاني من براثن المحتل الجديد ،ما احوجنا الى استلهام تلك المرتكزات التي بنيت عليها ثورة اكتوبر المجيدة.
ولعل اهمها التفاف شعبنا في هذه المرحلة المفصلية حول قيادته الثورية المتمثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي لقضية شعبنا
والوقوف خلف قواتنا المسلحة الجنوبية وقوات الامن الجنوبي باعتبارهما القوة الفاعلة على الارض في هذا المرحلة الحساسة والدقيقة سياسيا وعسكريا .في المقابل النضال دون استكانه في وجه قوى الشر والبغي والعدوان التي تعمل ليلا ونهارا سرا وجهرا لاعاقة تقدم شعبنا لنيل استقلاله واستعادة دولته على حدود عام ٩٠ م . من خلال بث عوامل الفرقة والتمزق والشتات ونشر الاشاعات والاكاذيب والتشويه وخلق حالة من عدم الثقة بالقيادة السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه الثائر البطل عيدروس بن قاسم الزبيدي وكل رفاقه واخوانه المنتشرين في كل الجغرافيا الجنوبية .
من أعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والمجالس الانتقالية بالمحافظات والمديريات والقرى وكل رجال السلاح من ابناء قواتنا المسلحة والامن الجنوبي .وقبلهم كل الشرفاء من أبناء شعبنا الجنوبي العظيم .علينا جميعا تقع المسوؤلية في الوقوف في هذا الوقت خلف قيادتنا السياسية والعسكرية مهما كانت الاخطاء والصعوبات لان المرحلة ليست جلد للذات وانما مرحلة السمو فوق الجراح وتفويت الفرصة التي يريدها اعداء شعبنا والتي سبق توضيحها في صدر هذا المنشور .
ثقوا كل الثقة اننا سائرون في الاتجاه الصحيح وان قيادتنا تعرف وتعلم ما الذي تفعله وما يجب عليها ان تفعله في ظروف سياسية غاية في التعقيد والصعوبة من الداخل ومن الإقليم والعالم .فمهمتنا نحن كشعب اذا ما اردنا ان يكون لنا اسهاما فعالا في الوصول الى غاياتنا وتحقيق اهداف ثورتنا ان نبتعد قليلا في الانخراط السلبي في شؤون القيادة وان نتدخل في كل شاردة وواردة فيما يتعلق بعمل قياداتنا السياسية وان نتفرغ لما هو مطلوب مننا كشعب في ان نكون سندا قويا لقيادتنا السياسية والعسكرية رغم المعاناة والبؤس الذي تعانونه في حياتكم المعيشية والخدمية والامنية والناتجة من سياسية ممنهجة ومدروسة للقوى التي لا تريد لكم الخلاص من هيمنتها وسيطرتها وعلى رأسها الشرعية الشمالية والاحزاب اليمنية الملتفة حول ما يسمى بالشرعية وكل القوى الشمالية الاخرى والمصلحيين من ابناء جلدتنا من الجنوبيين مع الاسف الشديد .
ثقوا ان الجنوب بخير وقيادتنا تعمل بخطة وبوحدة القرار وفقا لما هو متاح ويحافظ على ما تحقق من انجازات وعدم التفريط بثوابت قضيتنا العادلة وفي الاخير ارجو النظر الى كيف كنا قبل ٢٠١٧ وكيف نحن اليوم.