“الخيانة والأصالة: من قادة الماضي إلى أدوات الحاضر”

كتب: سبأ الجاسم الحوري.
يقول الكاتب الإسرائيلي شاي چولد بيرك لاحظتُ أن نسبة العرب الموالين لإسرائيل تتضخم فأنا كيهودي علي أن أوضح نقطة مهمة بصورة غير منطقية عندما تخون أنت كعربي أبناء شعبك ب آراء عنصرية صهيونية فنحنُ نحبك مباشرة نعم كحبنا للكلاب صحيح إننا نكرهُ العرب ولكن عميقاً في داخلنا نحترم أولئك الذين تمسكوا بما لديهم.، أولئك الذين حافظوا على لغتهم وفكرهم،، ولهذا يمكنك
تختار، إما كلب محبوب. أو. محترم مكروه.، حتى الأعداء لايحترمون الخونة…
الخيانة هي أكثر التجارب المريرة التي قد يمر بها الإنسان، خاصة عندما تأتي من أقرب الناس ومن أبناء العرق والأصل. إنها ليست مجرد خيانة فردية، بل هي ضربة تمس الهوية والمبادئ التي تجمعنا. وكما يقال، “الخيانة تقتل الروح قبل أن تقتل الجسد.”
وما الخائن إلا ظلٌ خاف نورهُ،
سيفٌ غمدهُ الخذلان فوق صُدورهُ.
باع إخوته للريح في صفقاتٍ،
ثم استوطن في ذلٍ وخان جذورهُ
الخيانة لا تقتصر على الأفعال الفردية، بل تترك أثرًا عميقًا على الأمة ككل. فهي تسلب الإنسان هويته وكرامته، وتجعله مجرد رقم في معادلة لا مكان له فيها. الأصالة، على النقيض، هي ذلك التراث العريق الذي ورثه الأجيال من أجدادهم الذين حاربوا من أجل شرفهم وكرامتهم. في الزمن القديم، كان العرب رمزًا للعزة والقوة، يشهد لهم التاريخ في معاركهم التي سجلوها بأحرف من ذهب. لقد كانوا قادة ليس فقط لجيوشهم، بل قادة للفكر والحضارة.
مثال على أصالة العرب في القديم:
في معركة بدر الشهيرة، كان المسلمون قلة في العدد والعتاد، ولكنهم كانوا أغنياء بالقيم والمبادئ التي لم تتغير. إيمانهم بالله وشجاعتهم أمام أعدائهم جعلهم ينتصرون على جيش يفوقهم قوة وعددًا. هذا الانتصار لم يكن مجرد حدث عسكري، بل كان تجسيدًا للأصالة والشرف العربي في الدفاع عن الحق مهما كانت الظروف.
ما الذي غير العرب اليوم؟
التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم العربي، بالإضافة إلى التأثيرات الثقافية الخارجية، أسهمت في تغيّر قيم العرب وضعف انتمائهم لأصالتهم. تراجعت الأولويات وتراجعت معاني الشرف والكرامة أمام مغريات السلطة والمال. بات العرب اليوم يواجهون تحديات أكبر بكثير مما عرفه أجدادهم. ومع ذلك، عندما يتم التخلي عن المبادئ وبيعها مقابل مكاسب ضيقة، تذوب تلك الأصالة ويصبح العرب أداة تُستخدم في يد القوى الكبرى بدلًا من أن يكونوا قادة كما كانوا في السابق.
في معركة بدر، ورغم قلة عدد المسلمين وضعف تجهيزهم العسكري، إلا أن إيمانهم بأصالتهم وبمبادئهم جعلهم ينتصرون. كانوا يعلمون أن القوة الحقيقية تكمن في الوحدة والولاء للقيم التي نشأوا عليها. هذا النوع من الشجاعة والأصالة كان يمثل روح العرب الأصيلة. فحينما تكون العزة والشرف هما المحرك الرئيسي، يمكن تجاوز أقوى التحديات. أما اليوم، فتأثيرات العولمة والصراعات الداخلية والدولية جعلت الكثيرين يتخلون عن تلك الأصالة. بات البعض يسعى لتحقيق مكاسب مؤقتة على حساب مبادئ راسخة. هذا التحول أدى إلى انحدار قيم الانتماء والعزة التي كانت تميز العرب عبر التاريخ.
في النهاية، الأصالة ليست مجرد موروث نعتز به، بل هي مسؤولية يجب أن نحافظ عليها وننقلها للأجيال القادمة. إنها تلك الجذور التي تمدنا بالقوة، وإذا تخلينا عنها، فقدنا البوصلة التي توجهنا في عالم مليء بالتحديات.