أكتوبر المجيد .. عنفوان الثورة الجنوبية المتجددة

كتب : نوال أحمد
في رحاب أكتوبر ، يزهو النصر بألوان الحرية ، وترتفع الأصوات في سماء الوطن، بينما تتجدد عهود العزيمة والقوة. إنه شهر يحمل في طياته ذكرى عظيمة، تلك الذكرى التي ألهمت القلوب الشجاعة.
في هذا الشهر المجيد، يحتفل شعبنا الجنوبي بمرور 61 عامًا على ثورة ال14 من أكتوبر المجيدة، الثورة التي قامت في وجه الاحتلال البريطاني لتكون منارة للحرية والتحرر.
أكتوبر ليس مجرد تاريخ، بل هو نشيد يُغنى في شغاف الروح، حيث اجتمع الأبطال في ساحات الفخر، يرفعون رايات الإصرار ويعزفون مقامات العزة في قلب الجنوب.
أكتوبر المجيد، سطر من سطور المجد، حيث انطلقت ثورة الجنوب كعنفوان صارخ في وجه الظلم، مؤذنة بعصر جديد. استلهم الثوار من جذور التاريخ، وتجلت أمامهم صور الشجاعة والإرادة التي لا تلين. كانت اللحظات تُكتب بحبر الدماء، وتُروى بفخر العائلة والأرض، حيث تشبث الجنوبيون بحقهم في الحرية والسعادة، رافعين رايات الأمل رغم كل التحديات.
اليوم، قال الشعب الجنوبي كلمته إلى العيش بكرامة وحرية. إن تمسكهم بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة عيدروس الزٌبيدي يعكس إرادتهم القوية لاستعادة دولتهم الجنوبية بكرامة وشموخ.
تتجلى ملامح القوة في عيون النساء والرجال الذين رفعوا أصواتهم بدوي قوي كدليل على أن الحق لا يموت. حلقات من الصبر كانت تُنسج في عهود القتال، ورغم الألم، بقيت الابتسامة سيدة الموقف، تنبض بالأمل وتجدد العزم على استكمال المسير نحو غدٍ يتوشح بالنور.
وفي كل ركن من أركان الوطن الجنوبي، تنبض قلوب أبنائه بإرادة لا تُضاهى. أكتوبر هو تجسيد لتلك القوة التي تتخطى حدود المستحيل، حيث يتجدد العهد مع الأرض، ويُسرّ العزيمة على البناء والتقدم. إن النصر للجنوب آتٍ لا محالة، فمع كل خطوة تُخطى، يرتسم الفجر الجديد، وتجدد الحياة بزهور الأمل.
تتراقص في سماء أكتوبر ألوان الفرح، حيث تُعيد اللحظة لكافة الأجيال حقها في الحلم. روح الثورة الجنوبية المتجددة تعكس ملامح الحب والانتماء، ساعيةً لترسيخ قيم التعاون والشجاعة. يُقسم الجنوبيون على المضي قدمًا، عازمين على بناء وطن يسود فيه العدل والمساواة، حيث ينعم الجميع بخيرات الازدهار.
ومع الاحتفالات، يتذكر الجنوبيون تضحيات الشهداء والذين دفعوا أثمانًا باهظة من أجل حرية وطنهم. إن ذكرى ال14 من أكتوبر ليست فقط احتفالًا بالتحرر، بل تجسيدا للأمل المستمر، وعزيمة لا تعرف الكلل في مواجهة أي صعاب.
وهكذا، يبقى أكتوبر خالدا في ذاكرة الأجيال، يحمل في طياته معاني البطولة والإيمان، ليصبح رمزًا للشجاعة والإرادة. في كل عام تبدو زهوته أشد تألقاً، ودعوته للسلام والتآزر أقوى، وذكراه تهتف في قلوب الشعب الحي. إنها عنفوان الثورة الجنوبية المتجددة، المجيدة، التي تظل تضيء دروب الأحلام وتبرز معاني النصر.