أطفال الطلاق”.. بين التفكك والضياع..!
كتب: سامية المنصوري
تشكل فئة الأطفال في الأسر المتفككة بفعل الطلاق الضحية الأولى لهذا التفكك، والتي اتسعت رقعتها لتغطي مساحة واسعة في الواقع الاجتماعي المعاصر في كثير من البلدان العربية والإسلامية والعالم.
ومع ارتفاع عدد الزيجات الفاشلة، ترتفع أعداد (أطفال الطلاق)، الذين باتوا يشكلون شريحة واسعة، خصوصاً في قوائم أطفال الشوارع المرتمين في متاهات الانحراف، حيث أصبحوا ينافسون الأيتام، بل إن «أطفال الطلاق» أسوأ حالاً من الأيتام، فأطفال الطلاق يفتقدون الآباء والأمهات في وقت واحد، لأن كلا منهما يذهب في البحث عن شريك بديل يعطيه كل اهتمامه، وأيضاً لأن كلاًََ منهما، في كثير من الحالات، يسعى للتخلص من ذكريات الحياة الزوجية الأولى، وهكذا يصبح (طفل الطلاق ) وحيداً.
إن الطلاق يشتت الأسر ويهدم جدار المودة بينها، ويؤثر على الطفل سلباً، فتتشتت الأسرة ويفتقد حنان الوالدين له، لأنه سوف يعيش ضمن أسر أخرى ينتج عنه احتكاك وبغضاء وعداوة تسبب انعدام توازن الطفل، وقد يتسبب في قصور يالتعليم والاجتهاد والتحصيل العلمي.
ويؤدي الطلاق إلى عدم تنمية مواهب الطفل نظراً لانشغال كل واحد من الوالدين بهمومه بعيداً عن أطفاله، ما يجعل الطفل يتحول إلى طفل عدواني، حيث يتحول من طفل بريء إلى منحرف في المجتمع نتيجة غياب الموجه الرئيسي، سواء كان الأب أو الأم.
ومهما وجد الطفل من حنان من أحد والديه ومن أعمامه أو من أخواله، فإن ذلك لا يغنيه عن حنان الوالدين معاً، وإحساسهما به وتشجيعهما له ولعبهما معه ومذاكرتهما له.
لكل ذلك، لابد للوالدين أن يتخذا القرارات الصحيحة والسليمة في حياتهما، وألا تكون قراراتهما منفعلة ومستعجلة، لأنها تقرر ليس مصير الوالدين فحسب، وإنما مصير الأطفال بدرجة أساسية.