التعليم والاستراتيجيات الحديثة هل تنمي قدرات الطفل ؟
كتب : منى عبدالله
بلا شك فإن التعليم يعتبر عمود كل مجتمع والذي يبنى عليه مستقبل الأجيال وتحدد مسار الدولة ومدى ثقافتها والقفزة التطورية التي وصلت لها وفي ظل وسياق التطور الحاصل في مجتمعاتنا، فلا بد أن نواكب كل جديد وكل ما يظهر على الساحة لنلحق بعجلة التكنولوجيا التي تغزو الكرة الأرضية ولا سيما في مجال التعليم الحديث للطفل ، وذلك لننمي قدراته الإدراكية ونحرك كل حواسة حتى يكون حاضراً وقت الدرس وليس مشتت الأفكار وكل هذا يتطلب من الإدارات المدرسية متابعة كل جديد يطرأ في المجتمعات الحديثة في المجال التعليمي وذلك لتطبيقة لنرى نتائجه فإن كانت إيجابية فلنأخذ بقواعدها ونعتمدها وإن كانت سلبية نتركها ونبحث عن البديل ، وهكذا يكون التجديد وتنمية قدرات الأطفال وتجديد المناهج حتى لايشعر الطالب بالملل من التعليم “.
فقد انتشرت في الآونة الأخيرة عبارة استراتيجيات التعلم الحديث أو النشط والاستراتيجية : وهي مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في أقل وقت ممكن وبأقل جهد مبذول أي اتباع خطوات وأساليب جديدة تلفت انتباه الطالب أو الطفل حتى يكون حاضرا بذهنه وقت شىرح الدرس أو الدروس وتعتمد هذه الاستراتيجيات على تنوع الأفكار وتنوع الحلول وعلى التطبيق العملي في الفصل أثناء شرح الدرس والطفل بطبيعته يحب الاستكشاف والبحث ويهوى الحركة ، فهو بذلك يكتسب مهارات جديدة ليطبقها في الأمر الواقع بعيدا عن العملية التدريسية القديمة والتي أصبحت مملة كونها تعتمد على التلقين والنسخ واللصق والحفظ فقد أصبحت مملة وبات عقل طلابنا لايستوعبها لتراكم الدروس وصعوبة المناهج وعدم التجديد أو طبع الكتب أو تغيرها قد يخلق عقولا متحجرة لا تستفيد مما هو موجود داخل تلك المناهج القديمة والتي قد أبلها الزمن”.
ولهذا نقول بأن متابعة كل جديد فيما يتعلق بطرق التعليم الحديث يجدد طرق العلم وكذلك يضيف معلومات جديدة لدى الطالب والمعلم نفسة وتساعد على تقوية الروابط بين الطلاب وإداراتهم المدرسية فيولد لديهم حب الحضور ومتابعة الدروس ، وذلك لأنه سيكون لدى الطفل الشغف للفضول واكتشاف ماهو جديد ليستمتع بوقته ويقضي يومة في حب وسعادة ووئام بدلاً من حصص النكد التي ملها المدرس نفسه، حيث يأتي فقط لينهي منهجه ويغادر إلى منزله لأنه حافظ ذلك المنهج بعقله دون إظهار أي إبداع أو تفاعل أو إبراز واكتشاف المواهب، حيث أن لكل طالب مميزات تميزه عن الآخر بغض النظر عن تفاوت الذكاء لدى الطلاب وقوة الاستيعاب”.
فنحن أصبحنا نعيش في قرية صغيرة تضمها تلك الإلكترونيات الحديثة والطفل اليوم ليس كالطفل قديما فهو أكثر ذكاء ولديه من القدرات والمواهب والإداراك والحس التقني أفضل من المدرس نفسه فنحن أمام أجيال التطور الحديث والتكنولوجيا المبتكرة ولهذا يجب علينا مراعاة عقول أطفالنا لتنميتها وليس لتحجيرها حتى لانقول بأننا أمة متخلفة لا تفقه شيئا مما يدور حولها ، فالتغيير غالبا يبدأ من الفرد نفسه إن أراد التغيير فنحن من يصنع الأمل ويجدد الطاقة ويبني الأجيال الحديثة، فلنكن سباقين لذلك لا متأخرين كل اعتمادنا على من سيبدأ أولاً ، فكن أنت من تبدا بالخطوة الأولى ليتبعك من هم دونك ويكون لك الأسبقية لصعود سلم المجد “.