آفةٌ القات المدمرة ..
كتب : منال حسن سالم
القات هو أوراق شجيرة يوديلوس كاثا من فصيلة السلاترية، طولها من 3-8 متر، دائمة الخضرة موطنها الأصلي بلاد الحبشة
أصبح القات آفة ، حيث يمضغه الكبير والصغير أيضًا، ولا يمتنعون عن مضغه حيث انتشرت مجالس القات في مُدننا وازداد عدد المخزنين في الأركان، فأخذوا يشترونه بأثمان باهظة ، ويتفاخرون بعضهم بعضًا في سعر شرائه، ومن لم يجد مالًا ليشتريه يقوم بشرائه دين، حتى تتراكم الديون عليه فيسجن، أصبحوا مُدمنون، ولم يكُن يخلو يوم قط دونما شرائه ومضغه والبعض يُنفق ما لديه من مال ٍ ليشتريه في حين أن عائلته أحق في ذلك المال بنفقته عليهِم، بل ويترك عائلته وأطفاله جِياعا ولا يهمُّه إلاّ نفسه، وإذا سألتهم لماذا لا تتوقفون عن شراءِ القات وتشترون شيئًا مفيدًا عِوضًا عنه؟
يُجيبون : (الرازم بيجي لي، مقدرش أبطله، القات يكيّف).
ومن هذه الإجابات التي لا تُقنعُ أحدًا، جاهلون ما وراءه من أضرار جانبية تؤثر عليه كمُخزن وعلى أسرته كونه ينفِق نقوده عليه ويتركهم جِياعا
إنَّ للقات آثار على الصحة والسلوك حيث تحتوي أوراق القات على مركبي الكاثين والكاثينون واللذين يؤثران على الجسم بطريقة مشابهة لمنشط الأمفيتامين، ولكن بقوةٍ أقل، لذا فقد اعتبرته منظمة الصحة العالمية عام 1973 من المخدرات، وعند مضغ أوراق القات يدخل المريض في حالة من الغطه بالإضافة إلى شعور الشخص بالتنبيه، وقد تسبب عند البعض أيضًا ارتفاع في الضغط وتسارع في نبضات القلب، عادة ما تزول هذه الأعراض خلال 90 دقيقة إلى ثلاث ساعات، ومع كل تلك الحقائق والنصائح لا يُكفُّون عن شرائه ومضغه، وبعض الآباء يجعلون أبناءهم يعملون في سِن الطفولة ويجمعون المال ليشترون القات، مُجبرين على ترك العلِم خوفًا من ضرب وعصبية آبائهم ومحرومين من الطفولة، واللعب مع الأصدقاء، مما انتشر تسوّل الأطفال وعمالة الأطفال، ولا يدركون تلك المخاطر التي تختبئ لهم في ظل هذه الحياة القاسية
لقد خلّف القات خلفه أضرارًا سلبية تؤثر على الفرد (المُخزن) ، وعلى عائلته، وعلى مستقبلِ أبنائه وعلى صحتهِ النفسية حيت يُصبح عصبيا ولا يردُّ على أحد وعلى سلوكهِ مما جعله بخيلًا قاسيًا عنيفًا على أبنائه وعائلتهِ وعلى أحبابه.