المرأة .. وتحديات الواقع
كتب : ليان صالح
في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية التي يمر بها البلد، والتي ألقت بظلالها على كل مناحي الحياة، لاسيما التعليم بالنسبة للفتاة، فانتشرت ظاهرة تزويج الفتاة في سن مبكرة وحرمانها من التعليم، وأصبحت هذه المشكلة أكثر حدةً وبروزاً في الوقت الحالي.
وهكذا نجد أن ظاهرة تسريب الفتيات من الدراسة قد أسفرت عن وجهها بوضوح وستزداد تأزماً مع صعوبة الأحوال الاقتصادية والمعيشية لدى الأسرة، وجدير بالذكر أن مستوى الإقبال على التعليم الجامعي بين أوساط الفتيات قد سجّل انخفاضا ملحوظاً بحسبِ مراقبين نتيجة لتلك الأوضاع والظروف المعيشية الصعبة للأسر الفقيرة.
ويمكننا تقسيم واقع المرأة في مجتمعنا المحلي اليوم إلى نمطين اثنين : فهي إما غير متعلمة وتمارس مهامها داخل المنزل، أو أنها مثقفة طموحة تحاول الولوج إلى معترك القيادة، وهذه الأخيرة تواجه سيلاً عارماً من الانتقادات ، وكأن هناك صفارة إنذار تنبهها لأنها تجاوزت حدودها.
لقد نسي المجتمع أو تناسى كم نحن بحاجة إلى امرأة متعلمة مثقفة تساهم في إنشاء جيل متسلح بالعلم والمعرفة وتفعيل دورها في الارتقاء بالمجتمع.
وإني لأتساءل عن الجدوى من تهميش قدرات المرأة في القيادة والتخطيط والسياسة. كما أني أصاب بالذهول من رأي المرأة نفسها واقتناعها التام بعدم جدواها في الحياة السياسة التي هي مكوك الحياة وعصبها ، لكن هذا الذهول يتلاشى في نفسي عندما ألمس الطريقة التي تربت على أساسها المرأة، إنها طريقة لاتزال قائمة على الخنوع والاستسلام والسلبية تجاه كل كائن حي على هذه الأرض.
فإذا أردنا من المرأة القيام بدورها المنوط على أكمل وجه في الحياة، ونلمس نتائج ذلك بشكل إيجابي، لابد من تحقيق عدة مطالب للمرأة وعلى رأسها حقها في التعليم.
وأخيراً ، فإن المسألة التي أجد من الملائم أن أختم بها هذا المقال هو دعوة بعض الأسر التي تكون أحد أهم العوامل المتحكمة في بروز الموهبة أو خفوتها لدى الفتاة، أن تساعد في تمكين الفتاة من الحصول على حقها في التعليم، باعتبار التعليم سلاح المرأة الوحيد للدفاع عن نفسها وعن حقوقها.