الأبعاد السياسية للأحزاب اليمنية في الجنوب
كتب: د. جمال أبوبكر عباد
في الآونة الأخيرة أصبح هناك ظهور لنشاط الأحزاب اليمنية في الساحة السياسية في الجنوب التي تعد ظاهرة من مظاهر التعطيل للتحرك الدبلوماسي للقضية الجنوبية على الصعيد الإقليمي والدولي في حين لم نشاهد اي تحرك لهذه الأحزاب السياسية في مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
أن هذا التحرك في الجنوب لهذه الاحزاب يعد خطوة تصعيد خطيرة تجاه قضية الشعب الجنوبي تقوم بها هذه الأحزاب والقوى السياسية في عقر العاصمة عدن لدولة الجنوب ولذلك علينا عدم التراخي تجاه هذه الأعمال والتحركات التي تثير الشكوك و الجدل حول تأزيم الوضع الحالي في الجنوب العربي.
ان بقاء الأحزاب والقوى السياسية الشمالية في الجنوب عامة هو وسيلة تعطيل وضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي لتحقيق أهداف معادية للقضية الجنوبية و عرقلة كل المبادرات التي تسعى لتحقيق السلام و كذلك التنصل من كل الاتفاقيات التي تم إبرامها مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية و دولة الإمارات لإنهاء الحرب بشكل عام.
لقد أصبح اليوم من الضروري التصدي لتلك الأحزاب السياسية التي تعمل وبشكل واضح إلى جانب قوى أخرى في الخارج تريد أن تكون طرف في اي حوارات قادمة عبر مجموعة من الأحزاب والقوى الأخرى المعادية للمجلس الانتقالي وفي الوقت ذاته لا يوجد لها أي تمثيل شعبي واسع في الجنوب يعطيها في أن تمارس نشاطها بل هي في الأصل امتداد لمجموعة من أتباع النظام السابق المأجورة و المتوافقة مع جماعة حركة أنصار الله الحوثيين.
لقد أكد المجلس الانتقالي الجنوبي رفضه التام و القاطع لنشاط هذه الأحزاب والقوى السياسية في الجنوب عامة انطلاقاً من أن هذه الأحزاب السياسية ليس لها أي تمثيل حقيقي على أرض الواقع و بعد أن فشلت في تأسيس دولة النظام والقانون عندما كانت على هرم السلطة لنظام المخلوع.
لقد صار واضح اليوم في الجنوب أن هذه الأحزاب والقوى السياسية تريد أن تعيد نفسها بعد أن فشلت في تحقيق أي عمل ملموس على الساحة السياسية الجنوبية في محافظات الجنوب العربي.
لقد عمل المجلس الانتقالي الجنوبي على تأسيس قاعة شعبية كبيرة مساندة للقضية الجنوبية في استعادة الدولة الجنوبية وفك الارتباط مع نظام صنعاء قدم فيها قافلة من الشهداء والجرحى.ههض