العقبات الداخلية.
كتب : جمال صلاح
سوفَ أتحدث في هذا المقال عن التشوهات المعرفية وتأثيرها على الفكر والسلوك، وقبل أن أبدأ يجب أن أذكر بأن هذا المقال تعليمي وليس بديلاً عن الحصول على مساعدة المختصين عند الحاجة. إذا كنت ترى بأن لديك اضطراب القلق أو الاكتئاب فأنا أنصحك برؤية مختص في الصحة النفسية.
وفي البداية ما هيَ التشوهات المعرفية ؟
التشوهات المعرفية هيَ أنماط من التفكير يقنعك خلالها عقلك بصحة أمر غير صحيح. وفي حالة التشوهات المعرفية، قد تقول لنفسك شيئاً يبدو منطقياً، ولكنه ليس كذلك، وقد تؤدي رؤيته منطقياً إلى الإيمان المطلق به، وهوَ ما قد يديم تعاستك.
تكون “التشوهات المعرفية” أو “أخطاء التفكير” ناتجة عن إما:-
1) نظرة مشوهة للمستقبل.
2) أحكام خاطئة عن الواقع.
3) تفسير مشوّه للماضي.
وسوف أعرض لكم عدداً من أعراض التشوهات المعرفية مع شرح مختصر لكلٍ منها:-
• التصفية : يحدث ذلك عندما تستبعد أي جوانب إيجابية للموقف وتركز فقط على الجوانب السلبية. فأنت تجمع البيانات في عقلك، والتي تؤكد الجانب السلبي للموقف، وتتجاهل كل البيانات الأخرى.
• تفكير الأبيض أو الأسود : يحدث ذلك عندما ترى أن الأمور تسير إما في اتجاه واحد أو في الاتجاه المعاكس له، دون أن يكون هناك حل وسط، أو عندما ترى أن الموقف لا يمكن أن يتحمل عناصر من الاتجاهين.
• المبالغة في التعميم : التوصل إلى نتيجة عامة أو كُلية حيال أمرٍ ما بناءً على دليل واحد فقط.
• توقع الكوارث : توقع أو تخيل أن كارثة ستحدث مهما كان الوضع، أو أن أموراً مروعة ستحدث على أساس عقبة تافهة.
• الشخصنة : يحدث ذلك عندما تؤمن بأن أغلب ما يقوله الآخرون أو يفعلونه، أو يتحدثون عنه له علاقة بك.
• وهم العدالة : يحدث ذلك عندما تشعر بالاستياء بسبب ثقتك بعدالة أمرٍ ما، واختلاف الآخرين معك.
• الإيمان بقواعد صلبة “يجب”: يحدث ذلك عندما تضع لنفسك قواعد متعلقة بالطرق التي يجب أن يتصرف بها الآخرون، أو الطرق التي يجب أن تسير الأمور عليها، ثمَ تغضب عندما لا تسير على هذا النحو.
• قراءة الأفكار : قد تظن دائماً بأنك تعرف بماذا يفكر الآخرون بك، قد تلاحظ بأن شخصاً ما يتصرف بطريقة مختلفة وتظن بأنهم يحكمون عليك بشكل دائم. ذلك الشعور بأن الآخرين يراقبونك ويحكمون عليك دائماً قد يجعلك متوتراً وغير مرتاح.
وفي الختام تؤدي أخطاء التفكير إلى الشعور بالخوف والقلق والتوتر والإحباط والحزن واليأس والشعور بالدونية وانعدام القيمة، مما يؤدي إلى تعطيل سير الحياة.
لكن التشوهات المعرفية ليست بمشكلة أبدية وغير قابلة للحل، فهناك ما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، الذي يركز على تغيير الأفكار الضارة الهدامة، وتغيير المعتقدات والمواقف والسلوك، مما يؤثر بشكل مباشر على المشاعر، ويدربك على مجموعة من استراتيجيات المواجهة للتعامل مع مشكلات الحياة.
يهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى تغيير أنماط تفكيرنا التي تبنى على معتقداتنا غير الواعية، وبالتالي تؤثر على مواقفنا، وفي النهاية سلوكنا، من أجل مساعدتنا في تحقيق أهدافنا.