صرخة معلمة..!
كتب: ناهد حنبلة
نور العلم والتعليم كابوس مزعج للجهلة، وقوة قهرت الجاهلية، وأضاءت بنورها دروب الأجيال، وشقت لهم بحور الظلمات حتى رست سفنهم آمنة على شواطئ المعرفة والاطلاع.
فما من عبارات مدح وشكر تفي حقه “المعلم والمعلمة”، الذي كرس أغلب أوقاته لينقل تلاميذه من ظلمة الجهل إلى نور العلم والمعرفة، ليبات في آخر نهاره متعباً منهكاً منتظراً بشوق فجر يوم جديد، ليستمر في مهامه وسعيه نحو بناء جيل واعي متعلم قادر على التمييز بين الصواب والخطأ، طوبة طوبة.
يكد المعلم، ويحاول بجد ودأب أن ينشر المعلومات والخبايا من دون أن يسأم أو يمل، ويقضي الساعات واقفاً على قدميه اللتين قد تقزحتا من التعب، ويقاوم بقوة لكي يؤدي واجباً وطنياً لا يختلف كثيراً عن واجب الجهاد في خنادق جبهات القتال دفاعاً عن الوطن وعزته.
لا شك أن الجميع يدرك ذلك، ويدرك جيداً ما نحن عليه اليوم، حيث أصبحنا نبكي على زمن المعلم حسرة بعدما أضحى يكابد كي يعيش مكرماً، ويبغي حياة في البلاد كريمة.. فأصبح كلما طلب الكرامة تم ظلمه والإجحاف في حقه..
فقد منح الله عز وجل للإنسان قيمة الكرامة الإنسانية، وهي سر من أسرار نمو واستقرار الأمم، وتجعل الإنسان يشعر كونه مخلوقاً عزيزاً ومحترماً،
لأن كرامة الإنسان هي الأصل الذي تقوم عليه جميع الحقوق، فما بال كرامة المعلم الباني للأجيال.
إن ما يمر به هذا المعلم لكارثة عظيمة إن لم يتم تداركها، فقد أصبح لا يملك قوت أولاده في ظل هذه الظروف القاسية والغلاء الفاحش.
يجب أن يعلم المجتمع والساسة أن كرامة المعلم من كرامة وطن لا يجب التهاون أو التغافل عنها، فلا يرتقي الشعب ولا يبنى الوطن إلا بهذا المعلم..
علينا نحن كشعب أن نقف بجانب المعلم، وأن نرفع أصواتنا عالية لينال هذا المعلم حقوقه وكرامته، فلذلك أقول:
انصفوا بأني الوطن، وضموا أصواتكم إلى صوته..
إن صرخة المعلم ستكون بمثابة ثورة تقود لتصحيح المسار.. نعم نحن مع تصحيح المسار..
لا للتجهيل بتحقير المعلمين.. فمعلمونا خطوط حمراء لا نسمح المساس بهم..
فيا أيها المهندس، ويا أيها الجندي، ويا أيها الطبيب، ويا أيها المحامي والخبير، ويا أيها المجتمع بكل شرائحه وطبقاته وألوانه وجنسياته، قفوا وقفة رجل واحد، وطالبوا بإنصاف هذا المعلم، فإن ضياع المعلم ضياع أمة بأكملها.
وفي الأخير..
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا