مقالات وآراء

هل من يحرم المعلمين من أبسط حقوقهم يريد تعليمًا مستقرًا وفعالًا في الجنوب؟

كتب/ د. عبدالرزاق عبدالله البكري.

في الجنوب، حيث يُفترض أن يكون التعليم حجر الزاوية في بناء مجتمعنا الجنوبي مزدهر ومتقدم، يتعرض المعلمون لإهمال واضح في حقوقهم الأساسية. هذا الإهمال لا يُعتبر فقط انتهاكًا لحقوقهم الإنسانية، بل يهدد أيضًا مستقبل الأجيال القادمة في الجنوب ويُضعف النظام التعليمي بأكمله.

المعلم هو العمود الفقري للعملية التعليمية، ودعمه وضمان حقوقه هو السبيل الوحيد لتحقيق تعليم مستقر وفعال. فكيف يمكن لمعلم محروم من راتبٍ يكفي احتياجاته الأساسية، أو من بيئة عمل آمنة ومناسبة، أن يؤدي رسالته السامية؟ وكيف نطلب منه التفاني والإبداع في ظل غياب أدنى مقومات الاستقرار الوظيفي والاقتصادي؟

إن حرمان المعلمين من حقوقهم هو انعكاس لغياب رؤية استراتيجية للتعليم كأولوية وطنية في الجنوب. التعليم ليس رفاهية، بل هو أساس التنمية المستدامة. فبدون معلم مرتاح نفسيًا وماديًا، لن يكون هناك تعليم حقيقي، بل مجرد محاولات فاشلة لإصلاح منظومة متهالكة تعمدت ايادي آثمة على تهالكها.

النتائج واضحة: تراجع مستوى الطلاب، عزوف الشباب عن مهنة التعليم، وزيادة الفجوة التعليمية بين الجنوب وبقية المناطق.وسينعكس مستقبلاً على الوضع الاقتصادي وتبعات اخرى، من يحرم المعلمين من حقوقهم يساهم في تدمير الأمل في تحقيق مستقبل تعليمي أفضل، ويقوّض فرص الأجيال القادمة في الحصول على تعليم نوعي ينافس عالميًا.

إذا أردنا تعليمًا مستقرًا وفعالًا في الجنوب، فعلينا أولًا أن نعيد النظر في مكانة المعلم ونوفر له حقوقه الكاملة. إن التعليم المتقدم والفعال لا يبنى على أكتاف من تُسلب حقوقهم، بل يتطلب احترامًا حقيقيًا وتقديرًا لدور المعلم في بناء الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى