التطاول في وسائل التواصل.
كتب : عبدالله الطاهري
أصبحت وسائل التواصل هي المكان الذي يلوذ إليه الجميع، فقد سهلت للجميع استخدامها، حتى الذي لا يجيد الكتابة وجد التواصل بمقاطع الصوت، أو حتى عن طريق برامج لتحويل الصوت إلى كتابه.
وأي اكتشاف له منافعه وله مضاره، نجد أن أكثر مضار وسائل التواصل الحالية، هي الإساءة والتجريح في الغير، وهذه المشكلة ظاهرة ظهرت بصور متعددة؛ فمنهم من ينشئ حسابا باسم مستعار؛ ومنهم من يحاول أن يدس مافي نفسه من خلال خبر وكأنه منقول؛ وكل هذه الوسائل تمر وتأخذ مجالها من خلال المتشفي يصدقها ويضيف فوقها، والمحب ينفيها ويبررها، وفي البلدان التي بها قانون، توجد أجهزة مختصة تتابع أي إساءة أو تشهير يُبلغ عنه، ووجدت عقوبات مسننة منها العقوبات بالتغريم المالي في حال إلحاق الضرر المالي؛ ومنها السجن؛ وغيرها.
ولكن هناك نوع آخر من الإساءات، وهي أن البعض في لحظة غيض وجدال، وضعف نفسي أو حماقة من صفحته الشخصية باسمه ولقبه وبدون أي مصلحة أو دافع الا ليظهر نفسه، أو في لحظة انتصار لتوجه سياسي وذم آخر، تجده يكتب عن شخص أو أسرة أو قبيلة بكل تطاول وإساءة ولايدري إلا وقد خُلقت مشكلة لنفسه وأهله ولمن وجه الإساءة لهم، لا أساس لها ولا مبرر لها، وهذه المشكلة أصبحت ظاهرة وخلقت أزمات، وتبعتها تحاكيم ولوم الخطأ أو الإساءة للغير في مجلس أو وقت شجار أو خلاف، والذي لا يسمعه إلا قلة قليلة وقد يكونون من العقلاء ويعرفون شخص المتكلم وعقليته ومكانته فيتجاهلوها وتمر بسلام، ولكن التطاول في وسائل التواصل ينتشر لنطاق واسع يعلمه العاقل و الأحمق؛ ويقرأه المحب والشامت، ولذلك وددت من خلال هذه الجمل، رفع الوعي لهذه المشكله من خلال أن كل شخص يكون أقرب الناس له أولاده أخوانه ومن يليهم مضافون لديه، ويراقب أساليبهم بردود ونقاش، ويكون العقلاء دائمي التنبيه والمناصحة لمن يليهم، لأن العقلاء وأهل المكانة الاجتماعية في كل حال هم من يدفعون ثمن هذه التصرفات الطائشة أمام الآخرين سواء بإحساسهم بالحرج والألوام، أو تكلفهم مهام المعالجة التي قد يغطيها أحيانا الاعتذار والتحكيم ، والتي قد تصل إلى الأحكام سواء بأيمان وحلفان ، والتي هي أمام الله أثقل من الألوام والمال.
وقد تكبدهم أموالا وخسائر مالية يتكلفونها وهم في غنى عنها، ناهيك عن تبعات هذه التصرفات التي لا تنطفي بسهولة من أحاسيس وآلام الجراح، في قلب كل من وجهت لهم الإساءة وكذلك الشخص المتطاول يخسر مكانته بل يظل الطرف الآخر في كل ذكر له يحمل له مشاعر العداء ولما لهذه الظاهرة من آثار يلزم على المجتمع رفع الوعي تجاهها للحد منها ومن آثارها على مجتمعنا.