مقالات وآراء

ماذا ننتظر..؟ وينتظرنا..!

كتب : مروان قائد

الضبابية التي نعيشها في المحافظات المحررة من قبضة المليشيات مخيفة ومخيفة جدا.

وكأن الحال يقول إننا قادمون على مجاعة تفتك بالجميع.

جمود سياسي وعسكري أفقدنا الأمل بأن يوماً ستنتهي الحرب ليبدأ السلام، ويتوقف التدمير ليبدأ الإعمار.

في ظل انشغال العالم بالمتغيرات الحاصلة، وكذلك المنطقه التي تشهد تحولات جذرية في معادلة رسم التحالفات والنفوذ للكبار.

أصبحنا قضية ثانوية وتم إغفال معاناة الملايين في اليمن سواء من يقبعون تحت سيطرة المليشيات أو اولئك الذين يقطنون المناطق المحررة.

هذا إن تكلمنا بشكل عام ،

أما لو أتينا للحديث عن محافظات الجنوب فإننا نحمل الثقلين، ونحمل همّين في وقت واحد.

الأول هو كيفية مواصلة المعركة مع التحالف العربي من أجل القومية العربية والحفاظ على الهوية العربية وأمننا القومي كعرب وهذا شيء لابد منه ويتمثل ذلك بمحاربة ذراع إيران في اليمن وقطع دابر المشروع الفارسي الهادف إلى طمس الهوية والتاريخ العربي.

والثاني هو مايسمى بالدولة الشرعية والتي استقرت في أرضنا الجنوبية شكلياً عبر مكاتب خالية من أي برامج تنموية، مع العلم أنه مخصص لها ميزانيات هائلة للأتباع والأقارب، وأصبحنا نحن الجنوبيون مسلوبي الإرادة وغير قادرين على التحرك في ظل اعتراف دولي بشرعية جامدة لايريدون لها أن تتحرك أصلاً..

نحن الجنوبيون نمتلك الأرض وماسكين في زمام الأمور عسكريا، وهم يمرون من بيننا ثلة من الأولين وثلة من الآخرين وسياراتهم الفارهة تمتلئ بالودائع والمساعدات المسروقة التي أتت من الخارج لغرض إطعام الشعب اليمني المحتاج لأبسط مقومات الحياة

جنوب..؟ نعم جنوب ولكن لاندري كيف ذاك، وماالذي تبقى لنا أو ماالذي نفعله إن صح التعبير لكي نمتلك القرار في جنوبنا الذي نقف فوق أرضه الجنوب قضية ودولة لازم تُستعاد، وليس جنوب في الخارطة واتجاهات البوصلة . هذا مطلبنا منذ الوهلة الأولى لانطلاق ثورة الجنوب التحررية،

لكن الواقع يقول جنوب ورفعنا فيه العلم الجنوبي بعد سيل من الدماء وآلاف الشهداء، ونجده الآن يمتلئ بالمسؤولين من الشمال اليمني، ضع خط تحت كلمة مسؤولين، لأنه لانتحدث هنا عن المواطن الشمالي البسيط وما أكثرهم في الجنوب ولكن سنأتي لنتحدث عنهم فيما بعد.

لكننا نتحدث الآن عن مسؤولين ووزراء ومدراء مكاتب وسكرتاريات، وميزانيات مهولة، وبيوت، وسكن وسفريات، للخارج عبر مطار عدن الجنوبي..؟ ونحن خارج هذا الإطار مسيطرين على الأرض.!

كيف …؟ لا ندري…؟

مسؤولون في دولة ليس لها وجود..! هم أنفسهم كأشخاص ليسو لهم أرض، ومطرودين من مدنهم وقراهم وأتوا للمعاشيق ونحن نحرسهم بالخطوط والمداخل وفي أماكن إقامتهم.. ونقول جنوب.! هم مش خسرانين أي حاجة يرفع التحية للجندي المرهق بالواجب وبجانبه العلم الجنوبي بالنقطة أو البوابة، ثم يرفع زجاج سيارته ويمد يده ليتحسس الدولارات فوق ثلاجة سيارته لكزز ويعبر مصابا بالتخمة من الاعتمادات الخيالية التي تصرف لهم باسم ودائع ومعونات، ناهيك عن تربعهم على قمة الهرم فيما يخص المنظمات الإغاثية وكل الذي يصل إلى المواطن من الفتات هو ما عافوه هم وما تبقى من بعدهم ولكي يطلبوا المزيد من الجهات المانحة.

اذاً، إلى متى سوف يظلون على هذا الحال..؟

وإلى متى سوف نظل نقبل بهم في أرضنا يتحركون بكل حرية.؟ قد يقول قائل إلى أن يحرروا أرضهم..!

كيف لهم أن يتحركوا لتحرير بلادهم وهم في قمة الراحة والسعادة ومتخمين بالمال في صورة لم تصل إلى خيالاتهم من قبل، وفوق كل هذا هو عيشهم بأمان وطمأنينة في أرضنا الجنوبية، هذا ليس من البديهي أن يتركوا كل تلك الرفاهيات ويذهبون للقتال ..

ونتساءل لماذا لم يذهبوا كي يقيموا في محافظة شمالية محررة مثل مأرب أو تعز..مثلاً ؟

الجواب معروف لأنهم وبلا شك لن يأمنوا فيها على أنفسهم، بل أن هناك من سيأتي إليهم كي يتقاسم معهم الدعم الذي يخطفوه والمخصص لخدمات الشعب الجائع.

لكن في الجنوب آمنين ومرتاحين على الآخر، ولا أحد ينازعهم في رزقهم الوفير والكثير.

الضبابية التي تلوح لنا فيما يخص مستقبل الجنوب وقضيته مخيفة. وعلينا أن نعد لما هو أسوأ وأن لا نرفع سقف توقعاتنا بغدٍ أفضل في الوقت القريب حتى لا نصطدم بالواقع المرير الذي قد يأتي.

توقعوا الأسوأ كي تعدو العدة معنوياً وعسكرياً وبكل الأصعدة. كونوا يقظين وجاهزين فاللعبة أكبر مما نتصور. فلا نستكين ولا نهدأ، وليبق زخم الثورة حاضراً في كل وقت وحين.

ومهما لبدت الغيوم سماء مستقبلنا، فإننا لن نتوقف، ولن نفتح نور الاسطبات خوفاً من التصادم .. ولكننا سوف نمشي فيه وبأقصى سرعة ولن نخشى ما ينتظرنا خلف المنعطفات. لأننا نؤمن بأن الحق سينتصر ولو بعد حين، وإن بعد العسر يُسرا.. ولنا في سوريا خير مثال.

زر الذهاب إلى الأعلى