صُنَّاع الأمجاد .. مخاضات عسيرة لإنجازات تتقزم أمامها أساطير المنظمات الغربية

كتب : بشار الثمادي
خير الرجال وصانعي الأمجاد اسماً اطلق عليهم، وبلغوا معناه حتى ذروته، بإنجازات تقزمت أمامها أساطير المنظمات الغربية، أحالوا ما يَعْدُ حُلماً للكثيرين منذُ سنوات إلى حقيقة بأيام وجيزة، إذ كفروا بفكرة المستحيل مبكراً، وتمردوا عليها في الوقت الذي فيه طموحات المجتمع تقبع أسيرة أقْبِيَتها، ويعزو العقل الجمعي استحالة تحقيقها إلى شحة الإمكانيات وغياب الجهات الداعمة،
نجحوا في إشعال وعي العقل الجمعي بفتائل التوعية والتثقيف والوعظ والإرشاد ودأبوا عليها كنهج لإعادة صياغة المفاهيم الخاطئة في المجتمع حتى غدا محرراً من رواسب التخلف، وكل الأفكار العقيمة التي كانت تُصلِّب شرايينه، وتكبل طاقاته ، وقدراته على النهوض من مستنقع التخلف، الذي ظل يرزح فيه لعقود، فضلاً عن تعزيز وحدة الصف وتضافر الجهود وإحياء استماتة عزائم المجتمع التي حققها صانعي الأمجاد، ومثلت تحولاً كبيراً في تاريخ المجتمع.
تلك الإنجازات التي برع في تحقيقها صانعو الأمجاد للمجتمع تعد مكاسب لا تفوقها مكاسب؛ إذ استعاضوا بها عن الصناديق الوطنية والدولية المتخصصة بدعم مشاريع البنية التحتية والطرق، في إنجاز المشروع الضخم المتمثل بإعادة تأهيل طريق العسقي، والحفيرات، والكريف ، عبر مبادرة مجتمعية عدّها الكثيرون كأكبر مبادرة على مستوى محافظة الضالع.
المشروع الكبير الذي انطلق عبر مبادرة مجتمعية أطلقتها إدارة رجال الخير وصانعو الأمجاد، فحظيت بدعم الكثير من رجال الخير ، وتفاعل معها أغلب أهالي موعد حمادة والمناطق المجاورة لها، إذ انطلقت المبادرة بخطوات تعكس الرغبة في تخليص الأهالي من وعورة الطريق التي تشكل الحلقة الأصعب ضمن سلسلة طويلة من المعاناة يتجرعها الأهالي على مضض منذ عقود، في ظل صمت مخز من السلطات المخولة بتوفير كل ما من شأنه تطبيع الحياة في مناطق كتلك، يفتقر قاطنوها لأدنى مقومات الحياة الكريمة وبإمكانيات شحيحة اقتصرت على مساهمات رجال الخير، وبجهود ذاتية، اشرع الأهالي في خوض تلك المبادرة جنباً إلى جنب بروح معنوية عالية وتدافع منقطع النظير وسباق محموم على المشاركة بالعمل، وتقديم المال والوسائل اللازمة لسير العمل، الأمر الذي دفع بالمبادرة نحو الأمام، حتى قطعت شوطاً كبيراً بالمشروع عبر ثلاث مراحل بلغ خلالها ما تم إنجازه، رصف وإعادة تأهيل مئات المترات ، ومازال المشاركون في المبادرة يبذلون جهودا حثيثة واعمالا دؤوبة في سبيل إتمام المراحل المتبقية من المشروع، متجاوزين كل التحديات بإرادة صلبة لا تلين، وعزيمة وإصرار مُترعان بالحماس.
تلك المبادرة المجتمعية تمخضت عنها إنجازات عظيمة، عبر مخاضات عسيرة غير ممزوجة بأدنى صراخ، وبدون أن تخضع لعملية قيصرية بِمِشْرط حكومي، وبذلك يكون المشاركون فيها قد ضربوا أروع الأمثلة الحية في الاعتماد على الذوات المتحدة المعززة بقوة اللُحمة المجتمعية في تحقيق النهضة والتنمية في المجتمعات، فضلاً عن نبذ الركون المفرط على الجهات الحكومية أو المنظمات الغربية في حلحلة مشاكل المجتمعات الخدمية، أو إنجاز مشاريع تنموية هادفة من شأنها تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.