الشويللاه.. إرث حضاري يجب الحفاظ عليه

كتب: سعيد الخضر بن علي العمودي
تشكل عادة الشويللاه في أحور ظاهرة فرائحية اجتماعية عريقة لها خصوصيتها بين كل العادات والتقاليد لارتباطها بالأطفال وتجذرها في المجتمع كعيد للطفولة والبراءة والأمل يحتفى به في الرابع عشر من شهر شعبان من كل عام .
الشويللاه مظهر فرحة في عتمة أزمات الواقع، ومناسبة بهجة وأمل في عصر ساد فيه الأسى والألم، ونافذة صفاء وسلام نطل منها على حاضرنا الموبوء بعين ملؤها التفاؤل… إنه نصف نهار لكنه يساوي عاما كاملا.. نصف نهار لا نرى فيه إلا الطفولة المشرقة والابتسامة الصادقة والهتافات البريئة والصدقات الجارية والألوان البهية الزاهية ومواكب تتدفق حبا ونورا وطهرا لتعطينا شحنة من الود تجعلنا ننسى جزءا من همومنا ولو ليوم واحد.
لننصت جيدا لأغاريد الأطفال. ولننظر إلى وجوه الأمهات كي تتجلى أمامنا عظمة هذه المناسبة ووقعها على الأنفس وأثرها في الأرواح وتتضح لنا صورة الشويللاه بمفهومها الروحي والقها الشعبي وجمالها الإنساني
لست ممن يحبذ تقليص هذه العادة / العيد تحت اي مبرر كان فالشعوب الحية تتمسك بموروثها الثقافي وإرثها الحضاري وتعمل جاهدة بكل السبل على إبرازه وتوثيقه وإحيائه وتسعى على دعمه رسميا وشعبيا ليصبح عنوانا للهوية، ودليلا على الأصالة نثبت من خلاله عمق الجذور التي ننتمي إليها وصلابة الأرض التي نقف عليها. ولنا في دول الجوار اسوة وقدوة فقد اهتمت بموروثها اهتماما كبيرا واضفت على مناسباتها الشعبية طابعا رسميا وهيأت لها مناخا مناسبا وزخما إعلاميا زادها رسوخا وبهاء ومنحها حضورا خارج إطارها المحلي.
لن ننفصل عن تاريخنا ولن ننقطع عن جذورنا ولن نتخلى عن معالم أصالتنا وأدبيات موروثنا الشعبي الذي وصل إلينا نقيا جميلا أنيقا.
نعم هناك أزمة اقتصادية في البلد لكن الأجداد كانوا في وضع اقتصادي اصعب ومع ذلك ازدهرت في عصرهم عادات وتقاليد حضارية هي محل اعتزاز لنا اليوم.
منظومة عادات احور وتقاليدها وأعرافها وأدبها وفنونها هي حق للأجيال وليست محلا للتفاوض ولا قابلة للنقض وعلينا جميعا (مؤسسات ودعاة ومثقفين ومعلمين وجهات رسمية وشعبية ومكونات إعلامية وشبابية وأفرادا) مسؤولية إحياء موروثنا وتقديمه للعالم في مظهر يليق به كي يعرف الجميع ان لنا مناسباتنا وخصوصيتنا ولنا ما يميزنا بين الأمم.
إن رؤية منتدى أحور الثقافي الاجتماعي الدعوي تضع من ضمن أهدافها إحياء الموروث الثقافي لأحور والمحافظة عليه والتشجيع على إبرازه وإظهاره ومن هذا الإرث تاتي عادة الشويللاه ومثلها عادة الموان وغيرهما….
أهلا عيد الشويللاه أهلا عيد الطفولة… عدت إلينا مجددا حاملا البشرى ناثرا المحبة ناشرا السلام.
سعيد الخضر بن علي سعيد العمودي
رئيس منتدى أحور الثقافي الاجتماعي الدعوي
يوم الاثنين
11 شعبان 1446ه
10 فبراير 2025م