قتل الإبداع الأكاديمي.. عندما تُغتال الحلول في أدراج الفساد وايادي الخونة

كتب: الدكتور عبدالرزاق عبدالله البكري.
قتل الإبداع الأكاديمي.. عندما تُغتال الحلول في أدراج الفساد وايادي الخونة..
إلى القادة والمسؤولين: هل أنتم عاجزون أم متواطئون؟
لطالما كان التعليم هو حجر الأساس لأي نهضة حضارية، ومحور ارتكاز كل دولة تسعى إلى الاستقلال الحقيقي والنهضة الشاملة. لكننا اليوم، في واقعنا المأساوي، نواجه مؤامرة ممنهجة لقتل العلم والتعليم وإعدام كل محاولة جادة لإصلاح العملية التعليمية. هناك قوى خبيثة، متغلغلة في أروقة السلطة ومفاصل القرار، تعمل ليل نهار ليس من أجل التطوير، بل من أجل إجهاض كل فكرة رائدة، وخنق كل مشروع إصلاحي لتحسين التعليم، ووضع العراقيل أمام كل جهد مخلص يسعى إلى بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
لقد اجتهدنا، وقدمنا دراسات معمقة واستراتيجية، وبحثنا في الحلول والمقترحات، وأعددنا المناهج وتحسينها، وحللنا المشكلات ووضعنا الحلول، ووضعنا خارطة طريق مستقبلية للنهوض بالتعليم، كل ذلك بجهود شخصية، وبدون دعم، وبدون إمكانيات، فقط بدافع المسؤولية الوطنية والغيرة على مستقبل أبناء الوطن الجنوبي المنكوب والمغلوب على أمره. ومع ذلك، وبدلًا من أن تُفتح لنا الأبواب ويُحتفى بهذه الجهود وتنفذ على ارض الواقع، واجهونا بالتجاهل والتهميش والتطنيش- وصلت الى التهديد ومحاولة الاغتيال (اسكت أو انت حلال الدم) – وكذلك ووُضعت أبحاثنا ومشاريعنا في الأدراج المغلقة لكي لا يستفيد منها أحد، وكأن المطلوب هو استمرار الانهيار، وكأن بقاء الجهل والتخلف أصبح سياسة ممنهجة تخدم أجندات خبيثة، ضد تطلعات شعب الجنوب الذي يتطلع الى التقدم والازدهار في شتى المجالات.
الدولة العميقة واللوبي الفاسد: من يعرقل إصلاح التعليم؟
سؤال الى القادة والمسؤولون أنفسهم: من المستفيد من تدمير التعليم؟ من المستفيد من ترك الأجيال القادمة في مستنقع الجهل والفقر والتبعية؟
إن الجواب واضح:
إنه اللوبي الفاسد الذي يعمل لحساب جهات لا تريد لهذا الوطن الجنوبي أن ينهض، تلك القوى التي تعرقل كل خطوة إصلاحية بأوامر خارجية، وبأيادٍ جنوبية مرتهنة لمخططات الشمال وأحزابه المتآمرة، التي لا ترى في الجنوب سوى غنيمة يجب إبقاؤها تحت الهيمنة، لا شريكًا في بناء وطن.
نعم، هناك أيادٍ جنوبية خانعة، مستعدة لخيانة الأرض والقضية الجنوبية، مقابل الفتات الذي يُرمى لها من موائد سادة الشمال. هؤلاء لا يعنيهم وطن، ولا يهمهم مستقبل الأجيال، همهم الأول هو جيوبهم وبطونهم، ولتحترق البلاد من أجل مصالحهم الشخصية. كيف يمكن لجنوبٍ سعى إلى استعادة قراره أن يُدار اليوم بأيادٍ تُنفذ أجندات خصومه؟ وكيف يمكن أن ننتظر إصلاحًا من أناسٍ لا يؤمنون إلا بمصالحهم الخاصة؟
كيف ننتظر تعليم من اناس لا همهم تعليم ولا اصلاح التعليم وفق الممكن.
كيف ننتظر الخير من اناس هي تسعى ليل نهار الى عرقلة التعليم وبايادي خبيثة من تحت الستار.
إلى القادة والمسؤولين: ماذا بعد؟
إن السكوت عن هذه المؤامرة هو تواطؤ، والتغاضي عنها هو خيانة.
للارض والعرض ودماء الشهداء.
نحن لا نحتاج إلى وعود جوفاء ولا إلى خطب رنانة، بل نحتاج إلى إرادة حقيقية، إلى قرارات جريئة تكسر الحواجز وتفتح الأبواب أمام المخلصين والشرفاء والعاملين بحق لتحسين التعليم، فإلى تطهير المؤسسات الجنوبية من العملاء والمتآمرين والخونة والمرتهنين الى احزاب الشمال، إلى محاسبة كل من يقف في طريق إصلاح التعليم مهما كان واينما ثقف…
إن التعليم هو المعركة الحقيقية، ومن يتهاون في هذه المعركة فقد خسر الوطن كله. لن نسكت لن نصمط لن نستسلم مخططاتكم مكشوفة وافعالكم مفضوحة وغرفة العمليات التي تستلمون منها الاوامر مفهومة وواضحة وضوح الشمس في كبد النهار، ولن نتوقف عن كشف هذه المؤامرات وتنفيذ المخططات، ولن نستسلم لهذا الفساد والعبث والخيانة والخنوع، وسنظل نرفع الصوت عاليًا حتى يعلم الجميع أن هناك من يقتل الإبداع، ويغتال العلم والتعليم، ويخون المستقبل، ويخون دماء وطنه وتربة ارضه الذي تربرب وتدلل عليها.
التاريخ لن يرحم أحد،ولن ينسى أحد،ولن يسكت عن أحد، فإما أن تكونوا رجال دولة تواجهون الفساد، وننهض بالتعليم والعلم أو مجرد أدوات في أيدي المتآمرين، وحينها لن تنفعكم مناصبكم، ولن يشفع لكم الشعب عندما تحين لحظة الحساب والعقاب،بعدها لا تنفعكم فصاحتكم ولا تبريراتكم ولا اعذاركم.