رسالة إلى مُعلم!

كتب : زياد البشيري
حقيقة لا أدري من أين سأبدأ حديثي وثنائي لكم أساتذتي!
ولا أعلم من أي سطر أضع قلمي للكتابة عنكم!.
حارت حروف العربية بأكملها للتعبير عنكم، ولو تُرجمت لألف لغة ولهجة، وإن كُتبت المجلَّدات لأجلكم وحُباً فيكم لما وزن ذرة واحدة لجميلكم العظيم !
إلى من علمني القراءة والكتابة حين كانت تتَأتم حروفي، ويَتلعثم لساني!
إلى الذي كان صبوراً عَلى مَشقة انتظار تَهجِئة الحُروف ونَطق الكَلمات؛ ذَاك لطيفُ التعامل، حنون القلب، نقي النَّفس، واسع الصدر!.
إلى ثُغور الأمَّة المُناضلة والصابرة التي تضحي وتكافِح بين جدران العلم وتزاحم صُروف الحياة وكثرة مشاغل الدنيا بالتربية والتعليم… إلى المعلمين!
إلى النُّخَب التي خُذلت من وَطنها وغُدر بها، وما زالت تُجاهد على متَارسِ التعليم والتدريس؛ يَحملون فَوْهات القلم للدفاع عن وطنهم الذي خذلهم والحفاظ عليه، ويَقُودون جُيوش الأجيال بثباتٍ وثقة، ويَصنعون الرِّجال نحو طريق النُّور والمَنهج المُنير.. إلى المعلمين!
إلى الصَّامدين رُغم مآسي الحياة، وقسَاوة الأوضاع، وخُطُوب المعيشة في بلدنا المَكلوم، ونَوازِل الظُّروف… إلى المعلمين!.
إلى مُربِّين الأُمم، وأصحاب الهِمَم، والمُرابطين على الثغور بإصرارٍ ورسُوخ، والعمل بتفانٍ وإتِقان، وبذل الجهود بإخلاص.. إلى المعلمين!
إلى مُعلمي الذي قَسا علي ذات يوم.. وهَا أنا اليوم قد رأيت قَسوته حباً.
واعتَرف اليوم حقاً؛ أن تِلك الكَلمات المُربية والنصائح الرشيدة كانت اهتماماً، والمنع منكم كان حرصاً، والحرمان كان عطاءً!.
فجزاكم الله عنا ألف خير، وبارك في جهودكم وأعمالكم وفضلكم علينا وأحسن الله إليكم والله خير المُحسنين !.