مقالات وآراء

عذاب المعلمين يقابله جفاف الضمير.

كتب: الأستاذ إيهاب طاهر

أنا كمواطن عادي عندما أرى هذه المشاهد اليومية المحزنة اتمنى العمى ولا أراها من هول الصدمة فكيف أنت يا مسؤول يا من حلفت واقسمت اليمين على كتاب الله ان تسعى لتحسين أحوال الناس وتخدم الوطن، على سبيل المثال لا الحصر:
– معلم يستجدي الناس في الشارع حتى يحصل على بعض الريالات لشراء الخبز لاولاده.
– معلم عند الانتهاء من صلاته يقف بجانب المسجد يبكي وهو يشكي حاله وحال أسرته للناس ويطلب منهم مساعدته لشراء كيلو رز وكيلو دقيق.
– معلم يقف مكسوراً مهاناّ وهو يستمع لكلمات جارحة من صاحب البقالة لانه لم يسدد ثمن المواد الغذائية التي اخذها بالآجل.
– معلم مسجون في الشرطة من قبل المؤجر لانه لم يدفع إيجار المنزل لثلاثة أشهر.
– أولاد معلم يطردون من المدارس ويحرموا من أداء الاختبارات لعدم سداد اقساط المدرسة.
– أولاد معلم يمتنعون عن الذهاب لجامعاتهم لعدم قدرة المعلم على توفير ثمن المواصلات وطباعة مقررات الدراسة.

الجائع لا يصلح أن يكون معلماً:

عنوان مفجع ومحزن وقاسي لكن تعالوا نناقش هذ الأمر بمنطق وعقلانية، هل في اعتقادك انا كمعلم أعاني من سوء التغذية أن تحملنا قدماي حتى أذهب الى مبنى المدرسة وأقف في الفصل طوال مدة الحصص الدراسية، والسؤال الأهم هل سأقوى أن أصلب طولي أمام الطلاب وأشرح الدرس وأكتب على السبورة، طبعاً المعادلة صعبة وتحقيقها مستحيل، هل الفكرة تقاس بان المعلم يذهب الى المدرسة ويقف ان استطاع في الفصل ام أن يذهب ويعطي ويفهم الطلاب ويوصل الفكرة ويقيس ويقيم مدى استيعاب الطلاب ويصل الى الهدف الذي اعده لتحقيقه في الحصة الدرسية.

يا سادة المعلم إنسان ورسالة وكيان وموسوعة من المعلومات، حتى يستطيع تقديمها وتوصيلها للطلاب يجب اولاً أن يكون جاهز *نفسياّ* ومؤمن ومكتفي *مادياً* فنفسية المعلم وحالته المادية تلعب دور محوري في تنمية مهاراته وتوسيع مداركه وبالمقابل ستنعكس على طريقة اداءه في الفصل ويستفيد منها الطالب.

جفت الضمائر وضاقت الافهام وماتت الرحمة فيكم يا ولاة الأمر فلا تحسبوا ان عروشكم دائمة.

الموظفون في الأرض اصبحوا يمشون في الشارع منكسي الرأس، مكسوري الخاطر، ماتت البسمة والروح فيهم بسبب فسادكم الصارخ.

لا اعلم متى سيأتيكم هاتف من السماء أو مصيبة في الأرض حتى تستفيقوا وتعملوا بضمير حي، هل نسيتم أو تناسيتم ان يوماً ليس ببعيد ستقفون بين يدي الله.

اليوم السبت الاول من فبراير 2025م، صرف الدولار الواحد تجاوز سقف ال 2200 ريال وهذا ما سيزيد من معاناة الموظفين فما انتم فاعلون.

أيها المعلم انت تاج على رؤوسنا جميعاً وستظل أنبل وأسمى وأجمل مخلوق في الأرض ويكفيك أن جزاك عند الله تبارك وتعالى عظيم اما هؤلاء فزائلون.. زائلون..زائلون.

دار الظالمين خراب، ولو بعد حين.

مودتي

زر الذهاب إلى الأعلى