رمضان شهر الخير

كتب: الشيخ أمين الأميني
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الأنبياء والمرسلين، حبيب رب العالمين وقائد الغر الميامين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وبعد: شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري وهو من شهور الله المباركة، قال تعالى: إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، فهذه الشهور إثنا عشر شهر، وشهر رمضان من أجلها وأكثرها وأعظمها بركة وخير، هكذا أراد الله وهذه كانت مشيئته، فالله تعالى يفعل ما يشاء ويقدر الخير لعباده كيفما يشاء كرما منه ورحمة ومنة، فربنا تعالى جعل لنا رمضان موسما للطاعة وموسما للخير وزيادة الثواب والأجر، فهو من أمر ببناء المساجد وجعل الصلاة في مكان المسجد الحرام والأقصى والمسجد النبوي أعلى درجات من سائر بيوت الله،.
كما خلق الله الشهور وجعل منها شهر رمضان مميزا وفضله بفضائل منها نزول القرءان فيه وتخصيصه بليلة هي خير من ألف شهر، وتخصيصه بنزول الرحمات والبركات فيه، هكذا أراد الله تعالى لشهر رمضان أن يكون فهو الخالق الذي يقدر ما يشاء ويفعل ما يشاء، وهو الذي جعل لنا هذا الشهر، شهر رحمة، وشهر مغفرة، وشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النيران، ويصفد فيه رؤوساء وكبار قبائل الشياطين التي تؤذي الناس وتوسوس له، روى الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه، رحمهما الله جميعاً، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أتاكم رمضان: شهر مبارك، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتصفد فيه مردة الشياطين، ولله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ).
فقوله _صلى الله عليه وسلم_ أتاكم رمضان، فالشهر يحضر بإ هلال هلاله وحضوره، ومعناه إذا دخل عليكم رمضان فهنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ يخبرنا أن قدوم هذا الشهر نعمة عظيمة، ثم قال _ صلى الله عليه وسلم عن شهر رمضان بقوله: شهر مبارك، أي بمعنى أيامه مباركة بقضاء الله وقدره وحكمه، وقال صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنة، وهي أبواب على الحقيقية ومعناه أن في هذا الشهر يوسع الله لعباده في رحمته، وفضله، وعفوه، وغفرانه، فهذا الشهر يا عباد الله لا يجب أن يفوت عنا شهرنا هذا، وتذكروا دائما أن طاعة الله كنز عظيم يمتد أثره إلى ما بعد الموت.
وكل عاقل عليه أن يختار ما ينفعه، ومما جاء في الحديث المتقدم تغلق أبواب الحجيم، فالجحيم له أبواب وهذه الأبواب تغلق وهذا معناه: أن رحمة الله تعالى في هذا الشهر تكون هي الغالبة فتتضاعف الحسنات مضاعفة كثيرة رحمة من الله تعالى بعباده، فما أكرم الله تعالى على عباده فهو أكرم الأكرمين، وفي رمضان تصفد رؤوساء كبار، قبائل الشياطين وليس كل شيطان لذلك تقل الوسوسة فهم صنف من الشياطين يجري مجرى الدم وفيهم غيرهم والضابط أنهم قوم من الجن تزيد أذيته على بني أدم في العام كله وفي رمضان يصفد ويحبس كبار هؤلاء وأشرار أشرارهم وخبثائهم وماكريهم.
ثم خص الله تعالى من عظيم فضائله في هذا الشهر ليلة القدر لما فيها من النعيم العظيم والفضل الكبير، لذلك قال النبي _صلى الله عليه وسلم_ ومن حرم خيرها فقد حرم، أي حرم خيرا كثيرا.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.