مقالات وآراء

مساء الخير يا عدن، مساء الخير يا شبوة، مساء الخير يا عسيلان وبيحان

كتب: أ. د. عبدالناصر الوالي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

شبوة، تلك الأرض التي تتجه إليها قلوبنا وأفئدتنا، للمرة الثانية تنادي فيستجيب الجنوب، ويُدهش العالم. للمرة الثانية، تغضب شبوة في وجه الغزاة، فيغضب الجنوب كله من أجلها، تضحي شبوة من أجل الحرية، ويضحي الجنوب من أجل حرية شبوة.

للمرة الثانية، نفتدي أرضها بالأرواح، ونسقي ترابها بدماء الشهداء، الواحد تلو الآخر، فثمن الحرية غالٍ، وشبوة لا تعرف سوى طريق العز أو العزاء، إما النصر وإما الشهادة، فكان النصر هو الشهادة، وكانت الشهادة هي النصر.

تعرضت شبوة للغدر والخيانة، لكنها انتفضت، دفنت الغدر، وعرّت الخيانة، وعلمت العالم معنى الحرية وثمنها. شبوة لا تعرف الخنوع ولا الذل، تكتم الغضب، ثم تنفثه حممًا في وجه الخونة والطامعين. قالوا إن شبوة سقطت، فرددنا: “شبوة لا تسقط، بل تنحني للعاصفة لتصبح هي الإعصار والعاصفة”.

ذهب الجنوب إلى شبوة ليحميها، فتقدمت شبوة برجالها لتحمي الجنوب. هنا “هجر شبوت”، مدينة ملوك حضرموت، أرض الكرامة والعزة، فمنها تقدم فرسان العمالقة من كل الجنوب، وتقدمت معهم شبوة نحو النصر والحرية.

حاول الأعداء زرع ثقافة الهروب والهزيمة، لكن شبوة والعمالقة لقنوهم دروس البطولة، في ميادين القتال، وفي ساحات العزة والكرامة. تركوا مواجهة الحوثي، وذهبوا لمحاربة علم الجنوب في الأزقة والحارات، فكانوا مثالًا للخزي والعار.

اليوم، يا شهيدنا البطل سعيد القميشي، آن لك أن تنام قرير العين، فقد رفرف العلم الذي استشهدت من أجله عاليًا في سماء شبوة، بينما غرق الخونة في وحل الخزي والعار.

يا لحظك يا شبوة، ويا لحظ كل من ينتمي إليك، فأنت تصنعين التاريخ بأحرف من نور، تدخلينه من أوسع أبوابه، واليوم يشاركك في هذا المجد عمالقة الجنوب، الذين أثبتوا أن كتابة التاريخ مسؤولية لا يحملها إلا الأبطال.

تحياتي،
أ. د. عبدالناصر الوالي
شبوة

زر الذهاب إلى الأعلى