رحلتي إلى البادية خلال عيد الفطر

كتب: عبدالله اليزيدي
انطلقت اتجاه البادية كلد أبين شوضة، الهدارة سرار رصد حمومه وكان مستقري ان اعيد عيد البادية بعدها ب تيس حيث يسكن كثير من البدو الرحل وكان اجمل عيد ان يغير المسلم تقاليد من ريف الى بادية
ها قد تناولت إفطار آخر يومٍ من أيّام رمضان، ويا له من يومٍ جميلٍ أختتم فيه أروع ثلاثين يومٍ من أيّام حياتي، قضيتها وأنا أرجو أن أكون قد قمت بواجبي تجاه ربي، وقضيتها وأنا أنتظر بلهفةٍ يوم العيد أجمل، ستكون فيه الشمس مبتسمةً تشعّ بنورها اللامتناهي على كلّ من قام وفي قلبه فرحةٌ لا توصف، وكيف لا يفرحون وقد أنعمهم الله بيوم عيدٍ نعبر عن فرحنا فيه، أيحبّنا الله إلى هذ الحد؟ يأمرنا بالفرحة؟ من يفعل ذلك؟ من يحبّ أن يرى شخصاً آخر فرحاً بل ويأمره بذلك؟ إنّه الله جلّ علاه.
أنهيت إفطاري عند اسرة طيبة باديه حياتهم بسيطه البعض يملك كسوه والاخر لايملك ولكن عندهم بالبادية عادة ان يوم المدخل يذبح الجميع ويوم العيد يلبس انظف الثياب وان وجد جديد كان احسن مريت وحصلت على زميل واتفقنا ان ناخذ ١٠٠ كسوة و٦٠٠ كرتون تمر منطقه الراحة قبل العيد بيومين تم تقسيم ال كسوة ويوم المدخل انجزنا توزيع التمور نخطط ليوم العيد ان يكون في ب تيس حيث يوجد البدو الرحل مكثنا ب بتيس حبيل برق بيت العم عارف السعيدي وتوالبت من بعد صلاه فجر العيد الى اليوم ٨ عزومه كلا على قدره اكتشفت ان لازاله النخوة والقبيلة في مكاتب يافع ب مكتب كلد عادة أن الجميع يعزمك بعد صلاة العيد مباشره ، فأنا لا أحتسبه يوم فرحةٍ وتزاورٍ فحسب، بل يومَ شكرٍ لله، لأنّه قدّرني على أن أصوم، وأقوم، وأجتهد، وأتصدّق في أفضل الأيّام، يوم شكرٍ على كلّ لقمةٍ تناولتها بعد جوعٍ وعطشٍ صبرت عليهما بحبٍّ لوجه الله، يوم شكرٍ على أهلي وأصدقائي وجيراني الذين شاركونا أحلى الأيّام، يوم شكرٍ على الثياب الجميلة المعلّقة في خزانتي التي رزقني إيّاها الله، فشكراً يا الله.
جاء يوم العيد وجاءت اكل الخبز الدخن والهند المفعمة بالجلجل والحم البلدي ورائحة القهوة والهال، أيقظتني من نومي لأبدأ يومي كما يريد ربّي، ارتديت ثيابي المتواضعة وذهبت بفوري إلى اخوتي في الجامع لأقبّل يديهما بدلا من اهلي وامي وابي لقد عشت مع هؤلاء ماكتب الله ، ففرحتي هذه كلّها مرتبطةٌ بهما،وان ماتوا لايزال ذكرهم بقلبي واهلي واخواني واخواتي وعمامي وعماتي وخالاتي وخوالي فرحتي تكتمل برؤية ابتسامتهما،عبر المواقع الالكترونية ولن يقنع قلبي حتى تمتد اليد باليد وبسماع عبارة وسماع منهم كلمه (الله يرضى عليك) ومن العايدين وتقبل صالح اعمالك سمعتها عبر الانترنت لكن لن اقتنع حتى تكون مباشره لمن كان حي منهم ومن مات فدعوتي لهم بالقلب بالسفر والحضر تخرج بصوتهما العذب خصوصا الام والاب ان كانو احيا الذان لا يوفي حقّهما أيّ شعرٍ أو نثرٍ على الإطلاق، هم من زرعوا بقلبي حبّي لربّي وقوّيا إيماني، هما من صنعا للعيد بهجةً منذ ولدت، رحم الله امي وابي وحفظ الله ارحامي جميعا واخوتي اليوم السابع وانا راجع طريق البادية عودة الى طريق القرية التي ينفتح قلبي عند مشاهده قبر امي وابي وبيتي وبيت جدي وزوجاتي واولادي واخواتي واخوتي وعيال العم والخال والجار رحلة العيد كانت الى البادية قضيت بها ٩ ايام كأنها ٩ سنوات تعرفت على الكثير من الاخوة التي لم تلدهم الام واخوال واعمام اثبتوا انهم رزحي واشد بهم عضدي فقراء ولكن هم اغنياء قلوب حفظهم الله.