في مواجهة انهيار التعليم… صوت العقل يناشد ضمير المعلم.

كتب/ جميل الشعبي
الصمت المطبق من الحكومة والمجلس الرئاسي تجاه تعطيل العملية التعليمية في جميع مراحلها – الأساسية، الإعدادية، الثانوية، والجامعية – أمر يثير الدهشة والاستغراب.
فما نشهده اليوم من تجهيل متعمد للأجيال، وإحباط للطلاب، يزيد من معاناة المواطن في ظل ظروف معيشية صعبة وواقع اقتصادي متدهور، وهو أمر معيب ولا يمكن السكوت عنه.
ومن هذا المنطلق، نوجّه سؤالاً صريحًا للحكومة الموقرة ولكل مسؤول وطني غيور على مستقبل هذا الشعب: لمن يُخدم هذا الصمت؟ ولمصلحة من هذا التجاهل؟
إذا كانت الحكومة – التي تدّعي أن من أولى مهامها رعاية الشعب وتقديم الخدمات الأساسية له، وعلى رأسها التعليم – قد تنصّلت من التزاماتها التي نص عليها الدستور والقانون، فما الجدوى منها؟
وأمام هذا الواقع، أتوجه بهذا النداء الصادق إلى المعلمين والمعلمات في كافة المحافظات المحررة:
عودوا إلى مدارسكم وجامعاتكم، واستأنفوا أداء رسالتكم النبيلة من منطلق إنساني ووطني وأخلاقي.
لقد كنتم دائمًا الشعلة التي تنير دروب الطلاب، والمصدر الذي يمدّهم بالعلم والمعرفة. واليوم، لا تراهنوا على حكومة لم تفِ بوعودها، ولم تستطع حل أبسط أزمات المواطن من انهيار للعملة وارتفاع جنوني في الأسعار، وفشل شامل في الملفين الخدمي والمعيشي.
عودتكم اليوم هي لمصلحة الأجيال التي تعيش فراغًا خطيرًا، وقد تفقد مستقبلها التعليمي في ظل هذا الانقطاع الطويل. فليس من مصلحة أحد أن يرى أبناءه ينجرّون إلى طريق الضياع والانحراف، ويتخلّون عن القيم التي نشأنا عليها، والتي يحثّنا عليها ديننا الحنيف.
يا معلمي الأجيال، أنتم البوصلة والدينامو الذي لا بد أن يستمر في الدوران رغم العوائق. لا تجعلوا من أنفسكم أداة إضافية لهدم ما تبقى من تعليم، ولا تقفوا متفرجين على ضياع الطلاب.
نحن معكم في كل مطالبكم العادلة وحقوقكم المشروعة، ولكننا نعيش واقعًا صعبًا، في ظل حكومة لا ترى، ولا تسمع، ولا تتكلم، ولا يعنيها أمر الوطن والمواطن، بقدر ما يعنيها التجوال بين العواصم بحثًا عن مصالحها الضيقة.
لن يطول صمت الشعب، فبعد ظلمة الليل لا بد أن يطلع فجر النهار.
ختامًا، أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت إلى كل معلم ومعلمة، فأنتم المربّون والمضيئون لطريق الأمل، فلا تكونوا معول هدم بجانب حكومة الفساد. عودوا إلى رشدكم، وأدّوا رسالتكم السامية، فنحن نُقدّركم ونحترم عطاؤكم، ونؤمن أن لا خير في حكومة لا تُعنى بتعليم أجيالها.
دمتم بخير وعطاء.