في أعراسنا.. انعكاس ثقافتنا

كتب / روعة جمال
ما أجمل أعراس الجنوبيين، وخاصة أهل أبين الذين يشتهرون بحب التسلية والرقص والمرح والأهازيج التي تقال في الأفراح. هناك احتفالات تختص بعرس الفتاة وأخرى تختص بعرس الفتى. لا أريد الدخول في تفاصيل الأعراس وما تحمله من جمال اللقاء والشعر والغناء والرقص، ولكن ما أود توضيحه هو أمر بالغ الأهمية.
لقد ظهرت عادة دخيلة، وهي حضور نساء شماليات للأعراس وهن يقطفن القات، في ظاهرة جديدة وغير مقبولة في مجتمعنا. في السابق كانت نساء الشمال لا يحضرن الأعراس بل تلتزمن باحترام أهل الجنوب وثقافتهم، حيث لا توجد جنوبية تتعاطى القات، خاصة في محافظة أبين. هذا الأمر أثار استغرابي وجعلني أتساءل: ماذا حدث؟ ولماذا بدأت نساء الشمال يظهرن القات بكل وقاحة في أعراسنا؟
إن الأمر كارثي، كيف يُسمح للنساء الشماليات بدخول أعراسنا وهن بهذا المنظر غير المتعارف عليه في مجتمعنا الجنوبي الأبيني؟! أطالب بشدة بعدم التهاون في هذا الأمر، وعلينا كجنوبيات أن نمنع هذه الظاهرة التي بدأت تتسلل بين أوساط نسائنا. يجب أن نقيم أنفسنا ونسأل: من الذي سمح لهؤلاء النساء الشماليات بالظهور علنًا بالقات في أعراسنا؟!
للأسف، وجدت هناك إجابة واحدة، وهي أننا نسمح لهن بسحبنا إلى مستنقع لا نريده. يجب أن نكون صارمات في هذا الأمر، وأن نبلغ كل نساء المجتمع، سواء كن جارات أو صديقات أو أقارب، بضرورة اتباع تقاليدنا. كما يقول المثل: “إذا كنت في بلد عوران أعور عينك”. فلا ينبغي أن تأتي إلى أرضي وتريدين أن تعملي ما تعملينه في أرضك. فعليك كأمراة شمالية احترام عاداتي وعلينا كجنوبيات أن نمنع هذا، وأن لا نتساهل مع دعوة شماليات للأعراس إلا بشرط عدم تناول القات.
إن التعامل مع هذا الأمر ببرودة أو القول “هذا عادي” أو «هن حرات» خطأ كبير. هذا ليس عاديًا، وهن لسن حرات لأنهن في أرض غير أرضهن. وإذا سكتنا عنهن سيتبع نسوة أخريات هذا الأمر، ثم يصبح أساسياً.
لذلك، يجب أن نكون حازمات ونفرض عاداتنا، فالأمر مسؤوليتنا. لا تقللن من شأن هذا الموضوع، لأنه إذا تركناه، فاليوم واحدة وغدًا اثنتان، ثم عشر، وهكذا يفسد مجتمعنا الجميل.