مقالات وآراء

أمام اختبار الثقة.. المجلس الانتقالي وتحديات المرحلة.


كتب/ لطفي الداحمة

منذ تأسيس المجلس الانتقالي حمل أبناء الجنوب آمال كبيرة بتحقيق التغيير ومحاربة الفساد وبناء مؤسسات تخدم المواطن أولاً، ولكن مع مرور الوقت اتضح أن الطريق أصعب مما كان متوقعاً وأن المجلس يواجه تحديات حقيقية في تنفيذ وعوده الأساسية..

رغم السيطرة السياسية والأمنية التي يتمتع بها الانتقالي في المناطق الجنوبية إلا أن الفساد ما زال مستشرياً في المؤسسات، والخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وصحة وتعليم تشهد تراجعاً مستمراً، المواطن الجنوبي الذي صبر وتحمل لم يعد يلمس تحسناً ملموساً في حياته اليومية، لكن على العكس تزداد معاناته مع غياب رؤية واضحة وخطط عملية لحل هذه الأزمات..

العجز عن محاسبة الفاسدين ومواجهة شبكات المصالح يعكس ضعفاً واضحاً في الإرادة السياسية أو القدرة على فرض الإصلاحات المطلوبة، كما أن الخطاب الإعلامي للمجلس لم يعد كافياً لطمأنة الشارع الذي ينتظر أفعالاً لا أقوالاً..

يدرك الجميع أن الظروف معقدة والضغوط كبيرة، لكن الاستمرار في تبرير الإخفاقات لن يغير من الواقع شيئاً، المطلوب اليوم هو مواجهة الأخطاء بشجاعة، وتطهير المؤسسات من الفساد مهما كانت التضحيات، والشروع في إصلاح حقيقي يبدأ من تحسين حياة الناس اليومية..

إن المجلس الانتقالي يمتلك الفرصة ليكون جزءا من الحل وليس جزءاً من المشكلة، بشرط أن يتحلى بالشفافية، ويضع مصلحة الجنوب وأهله فوق كل الحسابات والمصالح الضيقة..

الشعب الذي فوض الانتقالي لا ينتظر وعوداً جديدة، إنما ينتظر أفعالاً جادة تنتصر لكرامته وحقوقه..

الثلاثاء 29 ابريل 2025م

زر الذهاب إلى الأعلى